إدارة الأزمة

الأربعاء 19-10-2011 08:00

تعرضت مصر فى الأيام القليلة الماضية لهزة طائفية عنيفة لم تشهدها منذ سقوط نظام مبارك، وتركت أثراً سيئاً فى نفوس كل المصريين مسلمين ومسيحيين، مما دعا معظم العقلاء والمثقفين إلى مواجهة هذه الظاهرة غير المعتادة،

 والتحرك لمواجهة الأزمة قبل أن تأخذ أبعاداً متصاعدة.. وفى ندوة مفتوحة فى ساقية الصاوى حضرها لفيف من الكتاب والمفكرين، وبعض رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة والحزبية..

 وشرفت بحضورها أثناء تواجدى حاليا بالقاهرة- لمناقشة أسباب الأزمة وتداعياتها المتوقعة، كان هناك شبه إجماع على التوصيات التالية:

- الدعوة لفتح حوار مع كل المثقفين الذين يمثلون كل طوائف المجتمع، لترسيخ فكرة الوحدة الوطنية، والابتعاد عن الطائفية والتعصب،

 وكل ما يعكر جو التسامح بين أبناء الوطن الواحد وتفعيل دور الجهات المعنية حكومة وأزهر وكنيسة وأحزاباً لمواجهة خطر الفتنة، ولابد من العودة إلى الخطاب الدينى الرسمى وغير الرسمى، لتعظيم مساحات التسامح مع الآخر، ونبذ الشعور بالاستعلاء، وادعاء احتكار الحقيقة المطلقة من ذوى الأصوات العالية والأفكار المتطرفة!!..

- لابد من تحرك سريع من الدولة لإصدار قانون موحد ومتوازن لبناء دور العبادة يحفظ حقوق كل المصريين دون تمييز بين الكنيسة والمسجد، مع التأكيد على عدم توريط المؤسسات الدينية وأئمة المساجد ورجال الدين المسيحى فى مناقشة العقائد والديانات بمنظور إعلاء دين على آخر.

- ما يروج له البعض فى وسائل الإعلام من زيادة حدة التوتر بين المسلمين والأقباط شىء خطير يدق ناقوس خطر العنف الطائفى بمصر، ويفرض على المواطنين تخطى منطق التعامل المتوازن بين طوائف المجتمع المصرى.. فلقد انتهى عصر توجيه أصابع الاتهام إلى أفراد بعينهم، فكلنا شركاء فى السراء والضراء!!..

- المعضلة الرئيسية التى تعانى منها مصر اليوم هى غياب الإرادة السياسية القوية والقادرة على فرض احترام القانون بكل قوة على الجميع،

وشجاعة إدارة التغيير وتحمل مخاطره فى مرحلة انتقالية بين عصر مستبد كمم أفواه الجميع إلى عصر الحرية التى لم نكن نتصور حدوثها، حتى إن البعض يعتقد أننا لم نكن على استعداد كافٍ لها، فانتهجت الدولة أسلوب تضميد الجراح، وتطييب الخواطر على حساب المصلحة الوطنية المصرية!!

أستاذ إدارة الأعمال - تورنتو - كندا

hani_metwally@yahoo.com