الحل بيد الأزهر والكنيسة

السبت 15-10-2011 08:00

عودة لإصلاح «الداخلية».. لا جدال أن هناك تجاوزات من بعض ضباط الشرطة فى معاملة أفراد وأمناء الشرطة.. وقد يصدر منها تجاوزات مع المواطنين العاديين.. فما بالنا مع المتهمين!.. وفى تجربة «جورجيا» التى تحدثت عنها، قاموا بتحويل حوائط مراكز الشرطة إلى حوائط زجاجية تكشف ما يدور خلفها حتى يتم القضاء على التجاوزات ولإعطاء مزيد من الشفافية..

 ولكن هنا لسنا فى حاجة لحوائط زجاجية، فما زلنا فى حاجة لترميم الحوائط الأسمنتية المحطمة فى بعض الأقسام!! ولكن يمكن وضع كاميرات فى كل قسم شرطة، وللعلم هناك العديد من الأقسام مجهزة بكاميرات، ولكنها للمراقبة والحماية.. والمطلوب أن تكون نوعية للتسجيل ويكتفى بتواجدها فى أماكن عمل المحاضر وإجراء التحقيقات وفى الحجز.. وبذلك نحد من تجاوزات عديدة كانت تحدث بكثرة فى الماضى، ونعمل على منعها تماماً.. ولابد من زيادة معدل استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى يمكن للداخلية القيام بدورها على الوجه المطلوب.. كما أننا فى حاجة للشرطة المجتمعية بوضوح.. لدينا يا سيدى إمكانيات بشرية لا نهائية.. ما تم فى استغلالها دون المستوى.. كيف؟!

يعود تاريخ الفتن الطائفية إلى بداية وجود الإنسان على الأرض، ومن الطبيعى أن تولد الشعوب لكل منها أفكاره ومبادئه وعقائده ومذاهبه ودينه وحضارته المتوارثة عن آبائه وأجداده، ومن أن ينتج عنها اختلافات بين أفراد المجتمع الواحد فى أمور دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية شتى- ولعل معركة صفين الشهيرة تبين لنا ما حدث بين على ومعاوية بسبب هذه الفتنة من خسائر للمسلمين فى الشام والعراق وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الجانبين!

لذلك يجب على قادتنا وأولى الأمر منا من مسلمين ومسيحيين أن يتناولوا هذه القضية بتحديد المبادئ والمناهج الواجب اتباعها بحرص شديد، بمشاركة الأزهر والكنيسة، واضعين فى الاعتبار أن مثل هذه القضايا لا تحل أبداً باستدعاء النماذج الواردة فى التاريخ وفى عصور قديمة مختلفة، لتكون نموذجاً يحتذى به فى عصرنا الحالى لأنها أسس لقيم ثابتة تحتاج منا إلى الخطط المحكمة التى من خلالها نعالج الفتنة الطائفية فى عصرنا الحالى، فنحن مثلاً لا يمكننا الآن أن نطبق ما طبقه على ومعاوية لمحاربة الفتنة الطائفية فى معركة صفين!.. وأمامنا نماذج كثيرة تمكنت من القضاء على الفتن الطائفية والعرقية واللغوية بالمناهج والحلول الناجحة المناسبة- مثل جنوب أفريقية وإيرالندا وويلز وغيرها!

فلنعش فى الواقع المعاصر من مكاننا وزماننا نؤسس ونكتشف فيه البرامج التربوية والثقافية والاجتماعية التى تتمشى مع واقعنا الحالى، ولا ننس أن ديانتينا الإسلامية والمسيحية منارتان للتسامح والود والتعاطف، والحب والحنان وللصبر وسعة الصدر، وتقبل الرأى والرأى الآخر، ولندع للشيخ الطيب والبابا شنودة بالتوفيق والسداد متعاونين جميعاً لأجل مصرنا الغالية.

نبيل شبكة- مستشار ثقافى بالسعودية سابقاً