همسة عتاب

الأحد 09-10-2011 08:00

نحمل كل الإعزاز لجريدتنا «المصرى اليوم»، وكذا كل الفخر.. لكن لأن أول الغيث قطرة، والسقوط فيروس لا يُرى بالعين المجردة!!

أذكر ذلك بصفتى رجلاً من أكتوبر برتبة عميد.. لقد نشرتم فى ذكرى أكتوبر «بكامل» الصفحة الثامنة عن الرائع العظيم الفريق سعد الدين الشاذلى، وأشير إليه فى «الأولى»، وهى عن وجود 27 سؤالاً بخط يد الفريق «الشاذلى».. قرأت فخرجت من القراءة بخفى حنين!!

 كنت أنتظر زخماً ثقافياً، وعنصراً جديداً أضيفه لمعلوماتى عن حربنا المجيدة، أو صورة زنكوغرافية بخطه تذكرنى بالمناضل «الشاذلى»، الذى إليه يرجع الفضل كله فى إعادة اللياقة الفنية والمعنوية والقتالية للقوات المسلحة إبان ما قبل حرب أكتوبر، لكنى صدمت بـ27 سؤالاً لا أعرف - وأنا الرجل العسكرى - إجابة سؤال واحد منها، بل أؤكد ولا معظم القادة العسكريين الحاليين يعرفون إجابة سؤال واحد، فما بالنا بالخمسة وثمانين مليون مصرى المدنيين، ونصفهم تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين!!

ولم تمدنا «المصرى اليوم» بالهدف من طرح تلك الأسئلة ولا إجاباتها!! فما هو الهدف الإعلامى الموضوعى الذى أراده بنا المقال حين يطرح أسئلة لا إجابات لها؟.. بل كثير من إجاباتها - إذا أجابها «الشاذلى» بعد أن يخرج من قبره - لا تفيد إلا براءته التى نحن واثقون منها، أو قد لا تفيد شيئاً!!

مثل السؤال السادس عن توقيت تغيير الاسم الكودى لعملية العبور العظيم من «المآذن العالية» لتكون «بدر»؟ أو السؤال الأول الذى يحمل استفساراً عما إذا كانت هناك خطة هجومية للقوات المسلحة قبل 16 مايو 1971؟

ولست أدرى هل هذا تاريخ تولى «الشاذلى» مسؤولية رئاسة أركان القوات المسلحة، أم تاريخ اقتراح منه لوضع خطة هجوم؟ ولكنى أذكر لكم أنه فى ذلك التوقيت كانت قواتنا تتدرب على عبور الموانع المائية فى الخطاطبة، وغيرها بداية من عام 1968، لذلك فالأسئلة مع عدم وجود إجابة، ووجود قرائن عملية ضد بعضها يثيران الشجن والحيرة!!

إن انتصار أكتوبر له من الدروب التى لا تخفى على المحررين والمراسلين الأفذاذ بجريدة «المصرى اليوم»، أكثر من مجرد سرد أسئلة جوفاء، فضلاً عن أن الجريدة تشتهر بيننا بموضوعيتها، فلماذا نشر هذا وإهدار تلك المساحة فيما لا يفيد؟ لذلك وبمنتهى المودة أعترف لكم بأننى اغتظت لعدم معرفتى إجابة واحدة، ولا هدفاً واحداً يجمعنى بالمقال!!

ويستحيل على أى مخلوق أن يجيب إلا الرئيس السادات أو المشير أحمد إسماعيل أو الفريق الجمسى، ولا أحد سواهم، رحمهم الله جميعاً، وأظن تلك الأسئلة كانت مسودة عناصر كتبها «الشاذلى» - رحمه الله - ليسرد فيما بعد إجاباتها التى يعرفها هو!!

 لذلك ولأنه يهمنى كمحب لجريدتكم، حريص على استمرار رفعتها، وكنت أحد أبطال الأمس من رجال أكتوبر، أن أذكركم بضرورة الحرص لأننا نسلم عقولنا لكم أمانة، فأنتم رجال «المصرى اليوم» الذين نفتخر بهم.

 مستشار قانونى- عضو جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب