ونحن نحتفل بنصر أكتوبر العظيم لابد من الإشارة إلى الأبطال الذين شاركوا فى تحقيق هذا النصر العظيم، وانتقاء النقط المضيئة فيه وتضمينها فى المناهج الدراسية، والإشادة بها فى وسائل الإعلام المختلفة.. إن منظومة انهيار السد الترابى لخط بارليف، وإنشاء الكبارى، كان خلفها آلاف الأبطال الذين شاركوا ومهدوا لانتصار أكتوبر العظيم، منهم من استشهد ومنهم مازال على قيد الحياة.. أود أن أشير إلى اثنين من القواد، اللذين ارتبط دور كل منهما بالآخر ارتباطاً شديداً، وهو تحطيم الساتر الترابى، وإنشاء الكبارى لعبور القوات إلى سيناء بمختلف المعدات والقوات..
فلقد اخترع اللواء مهندس «باقى زكى يوسف»، وهو أحد أبناء الكنيسة المصرية، مدفعاً مائياً يعمل بواسطة المياه المضغوطة، لإزالة أى ساتر رملى فى زمن قياسى، ولقد استوحى هذه الفكرة عندما انتدب للعمل بالسد العالى بأسوان، عندما لاحظ انهيار الرمال بفعل ضغط المياه، ولقد تم عرض هذه الفكرة على الرئيس جمال عبدالناصر، التى اعتمدها قادة الجيش من بين أكثر من فكرة لتدمير خط بارليف.. ومع بداية الحرب استطاع مع جنوده فتح 73 ثغرة فى خط بارليف، الذى كان يمتد من بورسعيد حتى السويس، وخلف ساتر ترابى يصل ارتفاعه إلى 20 متراً، حيث ترقد خلفه التحصينات والدشم، وذلك فى خلال 3 ساعات فقط، مما ساعد فى اندفاع القوات إلى سيناء، وكان على سلاح المهندسين إنشاء 10 كبارى ثقيلة، 5 كبارى خفيفة، 10 كبارى اقتحام لعبور المشاة، تشغيل 35 معدية نقل، و720 قارباً مطاطياً، على أن يتم ذلك فى وقت واحد ما بين 5 و7 ساعات!
أما القائد الثانى فهو اللواء مهندس «أحمد حمدى»، الذى التحق بالقوات الجوية، ثم سلاح المهندسين عام 1954، وهو الذى فجر كوبرى الفردان بنفسه أثناء حرب 1956، حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، ولقد كلف عام 1971 بتشكيل وإعداد لواء كبارى كامل، لتأمين عبور الجيش الثالث، بل إنه قام بتطوير الكبارى الروسية.. مع بداية المعركة فى 6 أكتوبر، وحتى استشهاده فى 14 أكتوبر،
ظل لمدة ثمانية أيام متواصلة لا يفارق جنوده، ويشرف بنفسه على مد جسور العبور لنقل القوات والمعدات.. وعندما أصيب أحد الكبارى نتيجة القصف الإسرائيلى توجه للكوبرى لإصلاحه، رغم استمرار القصف مما أدى إلى إصابته بشظية أدت إلى وفاته فى الحال.. إن منظومة إنشاء الكبارى كانت متزامنة مع انهيار السد الترابى، وكان من نجوم هذه المنظومة الرائعة المهندس أحمد حمدى، والمهندس باقى زكى يوسف، فهاهم المسلمون والمسيحيون يقاتلون عدواً واحداً..
إنها منظومة وسبيكة الوحدة الوطنية.. هذه البانوراما الرائعة ألا تصلح لعمل فيلم تسجيلى يروى لأولادنا وحدة الأمة وانصهارها فى بوتقة واحدة؟!
إنها ملحمة بطولية لتسير الأجيال على خطاها فى الوطنية والبطولة والاستشهاد.. يعبر الآلاف نفق الشهيد أحمد حمدى، الذى يربطنا بسيناء ويمر تحت القناة، لا يعرفون سوى اسمه فقط!! رحم الله شهداءنا أجمعين.
القاهرة
المحرر:
ليتهم يعرضونها من خلال مسلسل تليفزيونى.. فهى خير من الريان، والدالى، وسمارة.. وبالتأكيد كيد النسا!!