عبدالناصر.. وهيبة الدولة

الخميس 29-09-2011 08:00

تراقصت الكلمات هذه الأيام عما يسمى هيبة الدولة وتباكى من تباكى على هيبة الدولة لاقتحام البعض سفارة العدو الإسرائيلى، ووزارة الاعتقالات المسماة بالداخلية، ولست أذكر هذه التسميات لأشجع تلك الاقتحامات، فكلها أعمال غوغائية من نفوس عشوائية، لكن أذكر هذا لأنوه إلى أن اقتحام السفارة كان نتيجة حتمية لأفول هيبة الدولة فى مواجهة العدو الإسرائيلى فى مقتل أبناء مصر على الحدود الشرقية، مع عدم اعتذار العدو، وسلبية الدولة فى هذا الصدد، وكان اقتحام السفارة والداخلية رد فعل للتقزم الواضح فى السياسة الخارجية والداخلية من الدولة!

فلو أن حدثا مثل مقتل جنودنا تم إبان حكم عبدالناصر لقام العالم كله على أظافره لإنهاء سوء العلاقات بين البلدين، لأن الرجل كان لا يساوم مساومات رخيصة فى شأن من شؤون بلده أو أحد أفراد شعبه، فكان العالم يعمل لنا ألف حساب، وبالمقابل كان الرجل يعلم بعشوائية نفوس البعض، لذلك كان يتعامل مع الجانحين عن سياسته بالداخل بمنتهى القوة، وهو ما أعارضه أيضاً لكن قد أجد له مبرراته، فهكذا جمع عبدالناصر بين هيبة الدولة بالخارج والداخل، وجمع لمصر كرامتها ولشعبها عزته، فكانت هيبة الدولة هيبة لها منهاج موضوعى، وكانت عيانا للجميع بلا محسوبية لهذا ولا انتهاك لذاك!

لكن اليوم ها نحن نصيح لأجل هيبة الدولة لاقتحام السفارة، والداخلية التى لم تعمل لأمن المواطن حساباً، فتمت سرقة سياراتنا، وقطعت الطرق واقتحمت المستشفيات، وتم اقتحام أمننا بواسطة البلطجية الذين كانوا يعملون لصالح الداخلية من قبل، وهم اليوم يعملون لصالح أنفسهم، فأين هيبة الدولة بالداخل فى مواجهة البلطجية بلا مليونيات ولا ثورات، وأين هيبة المواطن العادى؟ لذلك فإن الشعوائيات البشرية تعمل ضد الداخلية فلا نتباكى على هيبة الدولة، فقد مات عبدالناصر فى الداخل والخارج، وأين روح أكتوبر فى مواجهة إسرائيل، هل لابد أن تكون إسرائيل على ضفة القناة حتى تبرز روح أكتوبر؟..

أين الإيجابية بوزارة الخارجية؟.. أين موقف الدولة التى تصنع هيبتها من منهج واضح مشروع وردود فعلها تجاه الأحداث؟

إن الدولة إن كانت على روح عبدالناصر وروح أكتوبر ما احتاجت أن تحاكم شعبها لحماية هيبة الدولة، بينما لا تحاكم العدو لأجل دماء أبنائها، وما تركت الحابل فى النابل داخلياً حتى يتسول المواطن الأمن، ثم تتباكى بعدها على تسلق الهمج شعار الشرطة، فلابد من التوازن حتى نحصل على العزة والكرامة للوطن والدولة والمواطن، فهكذا كان عبدالناصر، وهكذا كانت روح أكتوبر!

 

محام بالنقض ومحكم دولى