مازالت القلوب فى حاجة إلى بعضها البعض لتتحاب وتتراحم وتتبادل الود والخيرات، كم من ثرى عاش فقره بقلبه ولا يشعر بغناه بحب من حوله، وكم من فقير أغناه الله بحبه وشعوره بحب من حوله، فإن قطع طريق إمدادات القلب أصبح معزولاً عن محبيه، فلا عجب أن يبدأ موته البطىء حتى وإن كانت به كل علامات الحياة، لكن حتماً رغم وجودها يشعر بأنه بحاجة إلى مدد يخرجه من نقص ما ويرسم له طريق النجاة.
إن وسيلة الشيطان الواضحة مع الإنسان تظهر حين ينسيه غناه بربه، فينسى الدعاء له سبحانه، ويظن بأنه لا يملك من الدنيا إلا قدراته، ينسى أنه ليس بنفسه فقط، ولكنه مخلوق من رب أبداً لا ينسى مخلوقاته، بل سيسخرهم له بحب يعطونه المال فلا يحتاج لسرقتهم، وبرحمة فى معاملتهم يوقرونه فلا يحتاج إلى قهرهم، وبلين نصيحة يعلمونه فلا يخجل من محاسبتهم، فنور القلوب محبة الله، فكيف ينسى أحبابه الحب بينهم؟