الحقيقة التى لا يمكن الالتفاف عليها أن حسنى مبارك بنظامه نجح فى إحداث حالة من عدم الرضا عن شخصه ونظامه، وفى نفس الوقت كان هناك عدم قبول للفساد والديكتاتورية والتوحش الأمنى.. ثم تولد شعور بعدم الخشية، فأصبح الشعب المصرى مهيأ للثورة، منذ فتح أجندة التوريث، وكان إحداث ثغرة فى الحصار الأمنى المفروض على الشعب هو المشكلة الرئيسية التى أجلت الثورة ربما لسنوات!! حدثت الثغرة وشارك فى التخطيط لها قوى وطنية وحركات ومجموعات عبر منها الشعب المصرى بأكمله ليطلب حقه الذى حرم منه منذ سنوات.. حقه فى الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.. منذ 25 يناير وحتى 11 فبراير، عندما أسقط رأس النظام، كان الشعب المصرى بأكمله هو صاحب الثورة، ولم يعط تفويضاً لأحد!! بعدها ظهرت الائتلافات والحركات والجماعات والأحزاب، كل يدلو بدلوه، ولا نعرف ماذا يقول!! ونسينا أنه يجب أن ينطوى الجميع تحت مظلة وطنية، تبحث عن حلول لمشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومشاكل التعليم والصحة والبطالة والفقر، وإعادة الأمن للوطن والأمان للشارع، بدلاً من أن نقطع طريقاً، أو نسيطر على منشأة ونعطل مصالح الناس، أو نحاول ممارسة الابتزاز السياسى، أو يحاول البعض أن يفرض رأيه على الأغلبية بالصوت العالى، أو يحاول البعض ممارسة البلطجة، أو يحاول البعض استغلال طبيعة المصريين فى تدينهم الوسطى والمعتدل، باحثين عن دور سياسى، علماً بأن السياسة علم وفن وخبرة متراكمة.. وآخرون سقطوا ويدافعون عن أنفسهم بشعار «لا يجب تخوين أحد».. وآخرون تجاوزوا الخطوط الحمراء وذهبوا إلى مهاجمة وزارة الدفاع.. وآخرون شككوا فى القضاء.. احترسوا لقد أسقطنا النظام وبخطوات حثيثة سوف نستكمل ذلك.. لكننا لا نريد إسقاط الدولة.. الشعب لا يريد إسقاط الدولة المصرية!!
لواء أ.ح متقاعد
الإسكندرية - المنتزه