من الأمور المثيرة للجدل واللغط منذ قيام ثورة 25 يناير المجيدة وحتى الآن، سواء بين ما يطلق عليهم النخبة والمثقفين خلال حواراتهم، التى تجرى عبر القنوات الفضائية المختلفة، أو بين عامة أفراد الشعب بجميع طبقاته الاجتماعية وأطيافه السياسية، والتى تدور فى مجملها حول المخاوف من سرقة الثورة ومن محاولات إجهاضها.. وهنا أود أن أوضح حقيقة مهمة جداً، ألا وهى أن تلك الثورة العظيمة التى أشاد بها العالم أجمع، من حيث تفردها وتميزها عن جميع الثورات، التى مرت بها الشعوب عبر مختلف العصور والأزمان، نظراً للوسائل والآليات التى اعتمدت عليها للإطاحة بنظام كان يُعد من أعتى النظم الديكتاتورية التى شهدتها البشرية، متمسكة بشعارها الشهير «سلمية.. سلمية»..
لا يمكن سرقتها بأى حال من الأحوال! ذلك أن حراسها والقائمين عليها هم جموع شعب مصر العظيم من الشرفاء الأوفياء الأنقياء.. أما فيما يتعلق بوجود محاولات لإجهاض الثورة فهذا قول هراء لا يقبله عقل، ولا يستسيغه منطق، ذلك بأن الثورة قد ولدت بالفعل وأصبحت حقيقة واقعة، وأن كل ما نراه الآن على الساحة السياسية من اختلافات وتباين فى الآراء والأيديولوجيات بين العديد من القوى والائتلافات الوطنية، ما هو إلا إفراز طبيعى وحتمى لنتائج أى ثورة من الثورات، خاصة أن شرارة ثورة 25 يناير اندلعت بعد ثلاثة عقود من «التصحر السياسى»!!
كممت فيها الأفواه، وقصفت فيها الأقلام، واغتيلت الأحلام! ولكن من حكمة الحكم أن الله قد حكم بقيام تلك الثورة المجيدة فى توقيت عبقرى للغاية، ملقية بطوق النجاة لشعب أدرك الغرق، وظن أنه هالك لا محالة على يد فرعون وجنوده، الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد، إيذاناً بانتهاء عهد بغيض، ومولد فجر جديد، وبزوغ شمس الحرية.. فيا أيها المتربصون والحاقدون والمتآمرون على تلك الثورة الملهمة موتوا بغيظكم، فإن جميع تدابيركم ومؤامراتكم ما هى إلا زوبعة فى فنجان وسحابة صيف!! فلقد ارتقت الثورة المجيدة، وارتفعت إلى عنان السماء، بفضل دماء الشهداء الأطهار، فأصبحت كالنجم الذى لا يمكن أن تصل إليه الحجارة، وفوق كل هذا وذاك.. فإن لها رباً يحميها.