الإخوان.. وتساقط أوراق الخريف

الإثنين 05-09-2011 08:00

ما إن تتساقط أوراق شجرة جماعة الإخوان المسلمين إلا وتزدهر مرة أخرى وتينع. حدث هذا عدة مرات الأولى عند اغتيال مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا.. أينعت الجماعة بعده ثم خفتت وتساقطت أوراقها بعد حادث المنشية الذى اتهمت فيه بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فقام بإعدام والزج بالكثيرين من قادتها داخل السجون والمعتقلات.. والمرة الثالثة فى عام 1965، وتم فيها إعدام منظرها سيد قطب.. ثم خرجت بعدها إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات فازدهرت وأينعت مرة أخرى، ولكن دوام الحال من المحال، فعلاقتها بجميع الأنظمة من ملكية إلى جمهورية كانت متذبذبة ما بين الهدوء والعاصفة، وكل هذا لم يفت فى عضد جماعة الإخوان لأن أحكام الإعدام والاعتقالات داخل السجون، والتى كانوا يتعرضون لها، إنما كانت تعطيهم دفعة للتماسك وقوة فى التحمل والصبر.. أما «الآن» وبعد استنشاق نسيم الحرية بدأت نسائم التغيير تهب على تلك الجماعة وتغير من أفكارها وأسلوبها الدعوى والسياسى!! خاصة من خلال جانبها الشبابى، حيث أصبحت بعض أفكار الجماعة التى آمنوا بها عقودا طويلة لم تعد تجدى وصالحة لهذا الجيل من شباب الإخوان!! ربما لأن جماعة الإخوان حتى وقت قريب كانت تتميز بالمحافظة وربما بعض الانغلاق الفكرى، خاصة حين نتحدث عن موقفها من المرأة والأقباط!! على عكس حزب الوسط ذى المرجعية الإسلامية المنشق قادته عن جماعة الإخوان منذ عام 1996. لقد استقال العديد من الأوراق المزهرة لشجرة الإخوان مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ثم تلاه الباحث الإخوانى الشهير هيثم أبوخليل، ثم بعد ذلك تقدم الدكتور إبراهيم الزعفرانى، وكل هؤلاء من قادة الاعتدال داخل الجماعة، مما جعل الجماعة تسارع فى إنشاء حزب باسم الحرية والعدالة، بل وصل اعتدالها إلى الموافقة على ترؤس قبطى أو امرأة الحزب!! بعد نسيم الحرية الذى اجتاح ولايزال يجتاح مصر، أعتقد أن جماعة الإخوان ربما تذوب من المشهد السياسى، وربما ترتكن فقط إلى منهجها الدعوى فى العقد القادم، والدليل على خبوء ضوئها ونجمها السياسى هو حصول تيارها فى انتخابات اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة على 25٪ من المقاعد!! بالإضافة لاستقالة أقطابها المشهورين، وبذلك أستشف أن شجرة الإخوان المزهرة فى الفترة القادمة قد تتساقط أوراقها، وتلجأ إلى فترة خريف طويلة جداً، ولن تينع أوراقها مرة أخرى فى ربيع الحرية القادم.. بل ستصبح تاريخا فى الكتب والدراسات، وسيحكم عليها التاريخ بما لها وما عليها!!

 ديروط