مضى ربع قرن منذ تسجيل شركة "سيمبوليكس" الأمريكية لأول نطاق في تاريخ شبكة الانترنت، وهو ما شكل بداية الثورة التكنولوجية التي أدت إلى تغيير القواعد الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
وكان موقع "سيمبوليكس دوت كوم" بداية انطلاق حمى نطاقات الانترنت "دوت كوم"، التي يعمل بها في يومنا هذا ما يزيد عن 80 مليون موقع، تصل قيمتها ما يعادل 400 مليار دولار.
وأشار التقرير أيضا إلى أن حجم الأنشطة الاقتصادية العالمية على شبكة الانترنت يصل سنويا إلى ما يعادل 1.5 تريليون دولار، ما يعد "أعلى من المبيعات العالمية للأدوية، والاستثمارات في الطاقات المتجددة، والاستثمارات الحكومية في البحوث والتنمية".
وترجع أهمية نطاق "دوت كوم" الى إقبال الشركات لامتلاك مواقع على الانترنت بهذا النطاق من أجل الإطلال على عدد كبير من العملاء والمستهلكين وزيادة بيع منتجاتها.
وكان هناك بعض الحيرة في البداية بشأن الاستقرار على النطاق لدى استخدامه، مثلما أبرزت شركة "نيتوورك" سولوشن"، التي قامت بتسجيل أول نطاق لـ"سيمبوليكس"، حيث أشارت إلى أن الاقتراح الأول لنهاية مواقع الشركات كان " دوت كور" (cor.).
وبالمثل كانت اقتراحات النطاقات المعروفة حاليا مختلفة في البداية مثل "دوت أورج " (org.)، الذي كان اقتراحه الأول "دوت بوب " (pub.)، و"دوت ميلmil. (للمؤسسات العسكرية)" كان في البداية "دوت ددن " (ddn.).
ولكن ما قد يبدو غريبا للغاية أن بعض الشركات الهامة في القطاع تأخرت لبعض الوقت في الاعتراف بأهمية نطاق "دوت كوم"، مثل شركة Microsoft العملاقة في التكنولوجيا الرقمية بالولايات المتحدة والعالم، والتي لم تسجل به حتى عام 1991.
ولكن كان عدد المواقع المستخدمة لهذا النطاق آنذاك لا يتعدى 15 ألفا، في حين وصل العدد إلى المليون الأول في عام 1997، وهو ما مثل بداية انتشار الشبكة العنكبوتية. فمنذ ذلك الحين، تحولت الشبكة الى حمى وبائية واستطاعت ان تجذب ملايين الأفراد في كل وقت، لكنها لم تصل إلى الأسواق المالية العالمية إلا في عام 2000.
وتشير التقديرات اليوم إلى أن 81 % من الأمريكيين يتصفحون نحو 5 مواقع أو أكثر يوميا لنطاقات "دوت كوم".
ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» (1993-2001) اليوم خطابا في منتدي الميثاق السياسي الذي يعقد في واشنطن في إطار الاحتفال بالذكرى الـ25 لنطاق "دوت كوم".