بالرغم من مساحة سيناء التى تبلغ ستين ألف كيلومتر مربع، أى أكثر من مساحة عدة دول عربية، وبالرغم من أهمية التنمية الشاملة سواء زراعية أو صناعية أو سياحية، وما يستتبعه من قيام مجتمعات متكاملة كفيلة بحماية الأمن القومى، فإن النشاط السياحى اقتصر على بعض الفنادق فى شرم الشيخ، وكان من الممكن الاهتمام بالأماكن المقدسة وتطويرها مثل دير سانت كاترين، وجبل موسى، والقديسة كاترينا!
كان من المخطط بعد انتهاء الحرب وتوقيع اتفاقية السلام أن يتم توطين أكثر من 3 ملايين مواطن، يستوعبهم القطاع الصناعى من خلال الثروات الطبيعية مثل الرخام، الذى يتم نقله إلى القاهرة لتصنيعه، ويعود مرة أخرى ليصدر من الموانئ القريبة من سيناء!!
هناك صناعة الأسمنت، وهناك الأسماك وتصنيعها، إذا ما تم الاهتمام ببحيرة البردويل، وبالرغم من توقف امتداد ترعة السلام، فإن سيناء عامرة بالمياه الجوفية! وأين المدينة المزمع إنشاؤها شرق بورسعيد؟..
نحن فى حاجة سريعة لاستغلال الثروات المتنوعة والموجودة بسيناء، بما يوفر فرص العمل لأبناء سيناء بعد اهمالهم سنوات طويلة وانعدام فرص العمل للشباب مما دفعهم إلى التهريب، بل تجنيد بعضهم لتدمير خطوط الغاز، ومهاجمة أقسام الشرطة، ولن تحل المشاكل الأمنية التى تصاعدت حدتها فى الأيام الأخيرة، وكذلك التنمية الصناعية، والتى للأسف تكاد تكون منعدمة!!..
لو بدأت التنمية فى موعدها ربما قاربت سنغافورة أو ماليزيا!! كان من الممكن إنشاء مدن على غرار العاشر من رمضان والسادات، لو تم ذلك لكانت هجرة أبنائنا صوب سيناء، كما يمكن لبدو سيناء الانخراط فى الحياة العامة، إذا ما توافرت لهم الحياة الشريفة والمستقرة، بدلاً من انخراط بعضهم فى التهريب بأنواعه والسرقة والعمليات التخريبية!!
هل تكون سيناء هى المشروع القومى لمصر؟ هل تكون هناك مليونية لتعمير سيناء؟ هل يمكن للأحزاب أن تقوم بدورها؟ هل يمكن لوسائل الإعلام المختلفة أن تقوم بدورها وتحفيز الشباب لشد رحاله إلى سيناء؟
هل يقوم رجال الأعمال بالمساهمة فى البنية الأساسية؟
القاهرة