الناتو فى الخليج والبحر الأبيض.. الجيش السورى مشغول بقتال مواطنيه.. ليبيا تحارب العقيد.. اليمن على صفيح ساخن.. العراق منشغل بترميم ما أفسدته سياسات صدام.. الجيش المصرى خارج ثكناته لمعاونة الشرطة فى إعادة الأمن والأمان للشارع، إذن فهى فرصة لا تعوض لجرنا إلى الحرب مع إسرائيل بقتل الجنود المصريين برصاص اليهود على الحدود!
ومن قبل ما قالته إسرائيل فى صحافتها إن مصر غير قادرة على حماية سيناء ضد هجمات الإرهابيين، فى إشارة سافرة أنها هى من سيقوم بحمايتها؟؟ ثم عدم الاعتذار الواضح والصريح والتأكيد على أن إسرائيل لم ولن تعتذر لمصر، بالرغم من تكرار القول بأن السلام مع مصر كنز استراتيجى، فقد تعودنا من اليهود أن يقولوا شيئاً ويفعلوا غيره، فما لم يحققوه أثناء الثورة المباركة من جعلها أشبه ما يكون بما يجرى الآن فى سوريا وليبيا واليمن بتفويت جيشنا الباسل الفرصة عليهم، وعلى كل من يريدوا بمصر الشر، فلم يستطيعوا الصيد فى الماء العكر، راغبين أن يحققوه الآن بجرنا إلى الحرب، حتى لا نتفرغ لبناء مصر الحرة الديمقراطية، التى تنافس على التقدم والرفاهية!!
فمصر أيها السادة ليست خارج أجندة أعداء العرب جميعا، فهم يخططون لإثارة القلاقل والاضطرابات بها كما يحدث فى دول الجوار، وكلنا نتابع ونتألم لما يحدث فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، وجعل أهلها يقضون على أنفسهم بأنفسهم، ويفقرون بلادهم بأيديهم وبمساعدة أعدائهم سواء بالتدخل المباشر، أو بزرع الفتن ونشر الشائعات، ودغدغة مشاعر الكرامة والعزة والكبرياء..
فيا جيش مصر الباسل كما أفسدت عليهم خططهم وما كان يراد بمصر إبان ثورة يناير، فلم تطلق رصاصة على مصرى، وتنحى مبارك طوعا أو كرها فنجيت البلاد من اضطرابات كانت ستكون أكبر بكثير مما يفعله البلطجية فى الشارع الآن، وما نعيشه من عدم استقرار وقتى، أناشدك أن تُفْشِل ما يحدث الآن وتفوت الفرصة على إسرائيل لجرنا إلى حرب جديدة، ليس بالخنوع والتذلل، فمصر كبيرة وعظيمة وشامخة، ولكن بكبريائنا وقوتنا وتعقلنا، وعدم الانصياع والتأثر بشعارات الشارع، لأنها غير صادقة ولكنها ناقصة الإلمام الكلى بوضعنا وظروفنا.. نعم دم المصريين غال علينا جميعا، وتبجح إسرائيل يجب الرد عليه بقوة، ولكن مستقبل الأحياء فى حياة كريمة آمنة ورغدة وصورة مصر القوية اقتصاديا وتكنولوجيا، يجب أن يكون نصب أعيننا ونحن نفكر فى الرد!!