Your browser doesn’t support HTML5 video
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية اليوم في افتتاحيتها: إن محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، غالبا ما يسمي نفسه «زعيما سياسيا» وليس موظفا دوليا، خاصة بعد أن حصل هو ووكالته على جائزة «نوبل».
و أشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي نشرتها تحت عنوان «فرصة مصر في التغيير» إلى أنه «أطلق نيران الانتقادات ضد إدارة بوش، وحاول أن يكيف حله الخاص للبرنامج النووي الإيراني».
و أضافت الصحيفة : «اعترضنا على سوء استخدام البرادعي لمنصبه، ونحن سعداء بأن يوكيا أمانو، التي جاءت خلفا له على المنصب، تعتنق مبدأ مهنيا غير منحاز، وهو ما يتطلبه هذا المنصب في الوكالة الدولية».
و استدركت الصحيفة: البرادعي وجد «منفذا» لطموحاته السياسية وهو ما نعتبره «أكثر ملائمة»، حيث يتمثل في مقارعة الحكم «الاستبدادي» في وطنه الأم مصر.
وقالت الصحيفة: إن البرادعي أطلق «نوبة جنون محمومة» في القاهرة بمجرد تلميحه إلى أنه قد يكون مهتما بالترشيح لمنصب الرئاسة في انتخابات «حرة و نزيهة».
و أوضحت: أنه لقي ترحيبا من الجماهير عندما وصل إلى مطار القاهرة، في حين ضمت إحدى مجموعات التأييد على «فيس بوك» نحو 187 ألفا (في حين ذكرت الصحيفة أن العدد 178 ألفا).
و نبهت إلى أن «الحماس» - خاصة بين الشباب - قد يبدو «غريبا» بالنظر إلى أنه «بيروقراطي» سابق بالأمم المتحدة، ويبلغ من العمر 67 عاما، وأقام خارج البلاد لعدة عقود، مرجعة السبب إلى أنه «أحد مظاهر اليأس من التغيير السياسي».
و أكدت الصحيفة أن البرادعي تحقق له الكثير خلال الرحلة التي استغرقت أسبوعا لمصر، موضحة أنه «وحد معظم التيارات المعارضة خلفه» والتي تضم جماعة «الإخوان المسلمين» والليبرالي أيمن نور، الذي تم سجنه لخمس سنوات بسبب تحديه لمبارك في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2005.
و ذكرت أن البرادعي شكل حركة تدعى «الجبهة الوطنية من أجل التغيير» والتي «سوف تشن حملتها لتحقيق التعديلات الدستورية التي تحتاجها مصر» لإجراء انتخابات «حرة حقا» سواء للبرلمان هذا العام أو على منصب الرئاسة العام المقبل.
واستطردت: أن البرادعي بعث من خلال سلسلة من حوارات لوسائل الإعلام معه، برسالة كان ينبغي على الرئيس حسني مبارك أن يعيها، وهي أن «التغيير محتوم»، و أنه «على النظام الحاكم أن يقبل التغيير كي يتجنب مواجهة مع الشعب ».
ونبهت «واشنطن بوست» إلى أن خبراء الشرق الأوسط داخل و خارج الادارة الأمريكية «يميلون إلى رفض نمو شعبية البرادعي»، موضحة أن «كثيرا منهم يستفيد بشدة من الوضع الراهن الذي يدعم فيه مبارك الأهداف الأمريكية من خلاله عزل إيران وحلفائها ويجمع فيه مليارات الدولارات سنويا في صورة مساعدات أمريكية».
و أشارت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا تمت صياغته بعناية الشهر الجاري يقول : «نود أن نرى ظهور عملية سياسية أكثر شمولا في مصر، ولكنها قرارات يجب أن تتخذها مصر».
و قالت افتتاحية الصحيفة الأمريكية: إن حركة البرادعي تمثل فرصة «نادرة» لتحرير النظام السياسي المصري. وأشارت إلى أن مبارك قام بتعديل الدستور في 2005 كي يسمح بإجراء انتخابات رئاسية بين أكثر من مرشح، «ومعظم الفضل يعود إلى إدارة بوش».
و نبهت إلى أنه من «الإنهزامية» أن نفترض انه سيتعذر إقناع النظام المصري بقبول «الإصلاحات المنطقية» التي يقترحها البرادعي، ومن الخطورة بمكان أن نواصل الافتراض بأن مصر ستبقى بلا تغيير في ظل غياب مثل هذه الإصلاح.