مصر بين ثورتين..!!

السبت 23-07-2011 08:00

فى الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 23 يوليو سنة 1952 أكتب عن ثورتين غيرتا وجه تاريخ مصر، التى كابدت أهوالاً جساماً، كانت باعثا للثورة الأولى التى قام بها خيرة شباب مصر بقيادة جمال عبدالناصر، ليرحل الاستعمار بغير رجعة ومعه ملك فاسد، وتعود لمصر نضارتها، بعد أن ولى أمرها من ابتغوا خيراً لها فى أجواء كانت مصر فى حاجة إلى تجديد شبابها ليتم القضاء على الإقطاع، وتوضع نواة لحياة اجتماعية قوامها العدالة وإذابة الفوارق بين الطبقات، وتمضى الثورة حسبما قدر لها لتموت فى 28 سبتمبر 1970 مع مفجرها الذى كافح من أجلها حتى الرمق الأخير، تاركاً حسن الأثر!! وبوفاة جمال عبدالناصر تغير كل شىء ليتبقى من الثورة الاسم والمكتسبات فى انقلاب قاده أنور السادات فى 15 مايو 1971 - ظاهره تصحيح مسار الثورة وباطنه الخروج من عباءة جمال عبدالناصر وما نادت به الثورة، وقد تزامن مع ذلك محاكمة كل رجال عبدالناصر والزج بهم فى السجون، وفى أعقاب نصر أكتوبر 1973 «تأمركت» مصر بعدما قيل إن كل أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة، لتدخل مصر فى فلك الغرب والرأسمالية، فيما يعرف بالانفتاح الاقتصادى، لتنهار العدالة الاجتماعية، ولتغتال مكتسبات ثورة 23 يوليو 1952 تباعاً لينتهى الأمر باغتيال السادات وتولى مبارك سدة الحكم، ليقود مصر إلى خراب ودمار وفساد واستبداد وديكتاتورية، لتكون تلك الكوارث من مسببات ثورة أخرى ناصعة هى ثورة 25 يناير 2011، يوم أن خرجت مصر بأسرها عن بكرة أبيها لتغير المسار بعدما ابتغى «مبارك» إلحاق الدمار بها، وقد وهن وحاد عن جادة الصواب، ليعيده شعبه إلى موقعه الذى يليق بحاكم جائر وهو النسيان!! وقد خرج حزينا مقهوراً مشيعاً باللعنات، ولأجل هذا كانت ثورة 25 يناير 2011 إحياء لمبادئ ثورة 23 يوليو 1952 لتجنى مصر حسن الأثر، وقد تغير وجهها بين ثورتين للأفضل وللشعب الظفر.