نحمد الله ونشكر فضله لوصولنا إلى مرحلة الاختيار الدقيق والمثمر للوزراء والمسؤولين فى جميع قطاعات الحياة فى بلدنا، ولكن يجب أن نكون أكثر دقة فى اختيار المعاونين لهم، والذين كان غالبيتهم السبب الرئيسى فى انتشار الفساد والرشوة، وإعطاء الوعود الكاذبة، وتغيير الحقائق وفقاً لأهوائهم، فمنهم من كان بارعاً فى تنسيق الزيارات لأماكن ومزارع ومصانع ومشاريع وهمية لا تعد ولا تحصى، لتحقق لهم مكاسب شخصية وأموالاً ومتاعاً إلى حين!! إن الشعب المصرى لديه الكثير من الكفاءات الذين يعملون بوازع من ضمير حى لخدمة أمتهم ووطنهم ودينهم.. فيجب أيضاً، كما فعلنا بالنسبة لاختيار الرؤوس الكبيرة، أن نبعد عنهم وعنا هذا الحشد الهائل من شياطين الإنس، لنعيش فى سعادة ورغد من العيش كما تعيش شعوب العالم المتحضرة، ولنشيع جنازاتهم إلى مقبرة تاريخ الفساد والرشوة والمحسوبية إلى غير رجعة!!
لا أنسى ما حدث لى فى الستينيات عندما كنت مشرفاً على جماعة الصحافة فى إحدى الكليات، وطلبنا من مكتب السيد المحافظ الجديد أن نقوم بعمل لقاء معه.. فقام سكرتيره الفاضل بطلبنا للزيارة، وذهبنا لنجده قد رتب لنا أخذ صورة مع المحافظ وأعطانا مجموعة أوراق هى أسئلة وأجوبة من تأليفه، وقال مبتسماً: يمكنكم اختيار الأسئلة منها ونشرها فى مجلتكم.. لأن المحافظ مشغول.. مع السلامة!! إن تطهير طاقم القيادة ومساعديه من الشوائب مطلب أساسى للنجاح!!