البلطجية بين الماضى والحاضر

الثلاثاء 19-07-2011 08:00

طائفة البلطجية كانت تعد من طوائف الجيش فى العصر العثمانى، وهم حاملو البلط والفؤوس وهو سلاح له رأس نصف مستدير، وكانوا يحيطون بالسلطان لحمايته وقد استخدمهم السلطان مراد الثانى «825-855هـ/1421-1451م» حينما خرج محارباً لرفع ما يعترض طريق الجيش من عوائق الأشجار وغيرها، ثم ألحقهم بالقصر ورافقوا الجيش فى حروبه لتمهيد الطريق، كما كانوا يضربون الخيام ويضعون الأحمال على الدواب وينزلونها عنها، وبعد أن قام السلطان العثمانى محمد الفاتح بفتح القسطنطينية فى عام 857هـ/1453م أصبح لهم ثكنات خاصة بهم وكانوا تحت رئاسة «دار السعادة» وكان لكل أميرة من أميرات القصر بلطجى يختص بحمايتها، وكان البلطجية يرافقون مواكب الأميرات حين مسيرها إلى مدينة أدرنة، ويشيدون الخيام فى الطريق ويقومون بالخدمة فى قصر الصدر الأعظم، وهو لقب أطلق على رئيس الوزراء فى العصر العثمانى، كما كانوا يخدمون داخل قصر السلطان العثمانى، وكان يعمل بعض البلطجية ممن يجيدون القراءة والكتابة «كتاباً» فى إدارة القصر، ومن الأعمال الأخرى التى كان يمارسها البلطجية إخماد الحرائق إذا نشبت فى القصر، وحمل جنازة السلطان..

 أما فيما يتعلق بأزياء البلطجية فى العصر العثمانى فكانوا يلبسون طربوشاً يتدلى منه ما يشبه الشراريب، وهكذا يتضح لنا تنوع الأعمال والمهام الخاصة بطائفة البلطجية التى كانت تعرف أيضاً بالطبردارية وعدم اقتصارها على حراسة السلطان وأميرات القصر!.. كان ذلك فيما يختص بطائفة البلطجية فى العصر العثمانى، أما فى العصر الحالى فقد أخذت هذه الطائفة منحى آخر فصار هذا المصطلح يطلق على الغوغاء من اللصوص والخارجين على القانون والهاربين من السجون، وهم أولئك الذين يعيثون فى الأرض فساداً، ويرهبون الآمنين من أبناء الشعب من أجل حفنة قليلة من المال، ولذلك لابد للمجتمع المصرى بمؤسساته المختلفة، أن يتعاونوا جميعاً من أجل القضاء على هؤلاء البلطجية.

مدرس الآثار الإسلامية - جامعة بورسعيد