رحيل عالم مصرى جليل

السبت 09-07-2011 18:30


اختار الله - سبحانه وتعالى - إلى جواره الكريم فضيلة العالم الجليل والمفكر النابه، الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح، أستاذ العقيدة والفلسفة فى جامعات الأزهر وقطر وأم القرى، وذلك يوم الخميس ليلة الجمعة المباركة 7/7/2011.. الفقيد -رحمه الله- كان من المجاهدين فى سبيل نشر الفكر الإسلامى الوسط والمعتدل دون تعصب لفكر معين أو لمذهب من المذاهب أو لفرقة معينة، وكان انتماؤه إلى ما يعتقد أنه صحيح الإسلام.. لقد زاملته أكثر من أربعين عاما فكان نعم الأخ والصديق والمرشد الذى لا يبخل بعلمه على أحد. يستفتيه الناس ليلا ونهارا فلا يمل ولا يكل فيفتيهم بما يفتح الله به عليه، وإذا سئل عما لا يعلم لخروجه عن اختصاصه، فلا يجد غضاضة فى أن يقول للسائل لا أعلم واسألوا فلانا عن هذه المسألة أو هذا الموضوع فإنه من المتخصصين فى ذلك.. له من المؤلفات ما يربو على الثمانين مؤلفا عدا الأبحاث والمقالات الكثيرة المنشورة فى الصحف والمجلات أو التى شارك بها فى المؤتمرات الدولية والمحلية، كما حقق أكثر من مائة وعشرين كتابا بالاشتراك مع كاتب هذه السطور فى شتى نواحى المعرفة من فقه وحديث وأصول ومقارنة أديان ودفع الشبهات، والفلسفة وعلم الكلام والتصوف والفرق والمذاهب وغيرها.. وقد عملنا معا فى المركز العربى للدراسات والبحوث، الذى أشرف برئاسته، حيث كان أمينا عاما له، وكان رئيسا لتحرير مجلتين أكاديميتين محكمتين يصدرهما المركز.. بجانب بعض الكتب والدراسات التى تتعلق بالتقريب بين المذاهب الإسلامية التى ألَّفناها أو حققناها وصدرت ضمن مشروعات المركز.. كما كان -رحمه الله- نائبا لرئيس مجلس إدارة جريدة البرلمانى العربى، ومستشارا لمجلس إدارة جريدة النور، ومستشاراً عاماً لجريدة حول العالم (تو داى).. لقد صاحبته -رحمه الله- فى العديد من المؤتمرات والندوات فى الداخل والخارج، وكان مدعواً للمؤتمر 28 لمسابقة القرآن الكريم الدولية التى انعقدت فى طهران، فى أثناء مرضه الذى لم يمهله كثيراً.. وكانت آخر سفرياتنا سويا ضمن الوفد الشعبى المصرى الذى سافر إلى إيران، للعمل على تحسين العلاقة بين الشعبين الشقيقين وإعادة العلاقات بين الدولتين الإسلاميتين.


هذا غيض من فيض عن فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد السايح -رحمه الله رحمة واسعة.. نحن ننعى إلى العالم الإسلامى هذا العالم الجليل جزاه الله خيرا عما قدم للإسلام والمسلمين.. وندعو المولى -سبحانه وتعالى- أن يجعله ممن أنعم الله عليهم من النبييين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.