أموال المعاشات أموال ممنوع التلاعب فيها، حيث إن أرباب المعاشات أفنوا عمرهم فى العمل سنين طويلة، وخصمت منهم الأموال وهم فى الخدمة لصندوق المعاشات، حتى تعينهم هم وأسرهم على متطلبات الحياة من معيشة وعلاج، ويكفى ما حدث من النظام البائد ووزير المالية السابق الهارب الذى استباح لنفسه التلاعب بهذه الأموال وفوائدها بإضافتها إلى ميزانية الدولة لسد العجز المالى والنهب دون محاسبة من الحكومة.. هى أموال «خط أحمر» ممنوع التلاعب بها أو مسها مهما كانت الأسباب، لكنه الفساد الذى استشرى فى جميع مناحى الحياة فى عهد الرئيس المخلوع، الذى لم يراع الله فى عمله هو وزبانيته من الفاسدين الذين خربوا كل شىء فى مصر، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وبعد ثورة 25 يناير العظيمة أصبح الأمل كبيرا فى إصلاح ما فعله النظام البائد الذى لم يراع حرمة هذه الأموال وإهدار معظمها.. جاء وزير المالية الحالى وصرح بالوعود الوردية لأرباب المعاشات بصرف الفروق للعلاوات السابقة، وتحسين المعاشات الصغيرة، وصرف زيادات لمواجهة الظروف المعيشية، لكنه تراجع بطريقة مفاجئة بإلغاء بند زيادة المعاشات فى الميزانية الجديدة للعام المالى 2011/2012، هل هذا معقول بحيث تأتى على من لا دخل لهم وتقول «تقشف»! التقشف يكون للعاملين بالحكومة وله بنود عديدة كلنا نعرفها وليس للمتقاعدين!!.. بعدها فوجئنا بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم 5 يوليو الحالى على صرف الزيادات اعتبارا من معاش شهر أغسطس 2011 مع صرف فروق شهر يوليو الحالى معها!!.
لماذا هذا التخبط فى التصريحات؟.. لابد من التروى قبل إثارة الرأى العام للشعب فى الأمور المهمة!! إن أصحاب المعاشات هم الأولى بالرعاية من الدولة فى ظل الغلاء الفاحش الذى يعانى منه الشعب المصرى الصابر الأمين، الذى فرح بالثورة وتنفس الصعداء وامتلأ أملاً فى التصحيح وعودة الحقوق لأصحابها.