بوصفى أحد الذين عاصروا الملك فاروق والرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، أصبحت بمقاييس هذه الأيام أحد فلول هذه الأنظمة، وبالمناسبة لا أعرف مفرد فلول هل هو فلة أم إفل وهو مفرد أفلال على حسب معلوماتى وثقافتى السطحية. لم يعد الكثيرون من أبناء هذا الشعب يستطيعون كتم صرخاتهم وأصبحت أيضاً حمرة الخجل على الوجه لا تكفى لما نراه ونعيشه فى شوارع مصر.. ما كل هذا الانفلات الخلقى والاجتماعى والحوارى. لم كل ما نعيشه الآن من تسيب وانحطاط فى المستوى الحوارى بيننا؟. هل كنا فى جرة وخرجنا لبرة أم أن ماسورة الصرف الصحى انفجرت ليخرج منها ما نراه الآن؟.. الإحباط وحمرة الخجل أصابانا جميعاً بسبب ما نراه من سلوكيات أباطرة الميكروباص بميدان رمسيس وشارع السبتية ومدينة نصر!!.. أما عن الباعة الجائلين فحدث ولا حرج، ولن أطيل فى وصف ما وصلنا إليه من حرية وديمقراطية فأنا فى الشارع حر أفعل ما أريد، فهذه الحرية التى استحدثنا لها تعريفاً جديد بدلاً من التعريف القديم، وهو «أنت حر ما لم تضر » «ليصير.. أنا حر أجلس وأقف فى المكان الذى أختاره وأمد رجلى ليتعثر المارة، أن أتمطع فأمد يدى لتصطدم بوجه أحد المارة. نعم أنا حر دون مراعاة تجنب إيذاء الآخرين».. إننا فى حاجة إلى وقفة سوية وليبدأ كل منا بنفسه، وأناشد المسيطرين على أجهزة الإعلام جميعاً خاصة المرئية أن يسخروا تلك الأجهزة لرفع مستوانا الفكرى والثقافى، وأن يقللوا من استضافة السادة «الفتايين» الذين زاد عددهم وقل نفعهم بعد أن طفح الكيل من جدلهم!!
السادة مقدمى البرامج المختلفة.. أرجو أن تقدموا لنا برامج توعية، وعليكم أن تستعينوا بأهل الخبرة إن كنتم لا تعلمون أن منكم لا يعلمون، ويمكن أن يكون ذلك على حساب جزء بسيط من الوقت المخصص لحضراتكم، وليكن خمس دقائق يومياً، المهم أن نبدأ أيها السادة!!.. إننا نشعر بالخجل الشديد من عدم نظافة شوارعنا على الرغم من تحصيل رسوم النظافة والتى لا تبيح أن نلقى بالنفايات فى الشوارع وأمام المدارس.. إننا نشعر بالخجل من همجية ووحشية المطبات الصناعية فى جميع أنحاء البلاد.. وإننى أقترح أن تبدأ قناة فضائية أو غير فضائية ويطلق عليها اسم «المصطبة» لتقدم برامج هادفة تبدأ من جلسات المصاطب ولا تقدم إلا مواد تناسب المصاطب حتى نستفيد منها، وختاماً أتساءل: هل هانت عليكم مصر؟
moustafacbeid@yahoo.com