اعتاد الشاب أن يأخذ (ترامادول) لزوم (الدماغ) من إحدى فترينات السجائر المنتشرة فى «العريش».. ولكن فى المرة الأخيرة قيل له إن «الكبير» قرر أن يعطيه الحبوب مجاناً بشرط المقابلة.. وبعد المقابلة وغسل (الدماغ) بثلاثة أيام، أطلق الشاب النار على ملازم فى عملية يعتقد أنها بطولة وطنية وتاريخية!!
سلب الإرادة ومسح (الدماغ) أهم ما تفعله المخدرات بالشباب!! وبعدها البلطجة والسرقة والشحاذة والكذب والعقوق، إلى نهاية المسلسل.. والنتيجة فوضى عارمة، وانفلات أمنى وخراب مجتمع!!
إدمان الحبوب المخدرة يبرر للمتعاطى القتل والانتحار (وتكسير الدنيا).. ويمنحه الرؤية المشوهة لتطهير المجتمع ممن يقيد حريته، وهذه نافذة أعداء الثورة والوطن والدين الذين يستغلون (دماغ) الصغار لخلق الفوضى ومقاومة الثورة وتدمير المجتمع.
فى كثير من اللقاءات استنجد أهالى سيناء -ومازالوا- بالمسؤول الأول اللواء مبروك، محافظ شمال سيناء -الذى يحمل الأمانة ويملك الإمكانيات والقوة- ليتصدى لظاهرة المخدرات التى أصبحت (على عينك يا تاجر) فى الفترينات وكثير من الصيدليات.. لكن يبدو أن (دماغ) المحافظ المزدحمة بكثير من المهام قررت (التنفيض) من مسؤولية مقدسة لا تحتاج لأكثر من قوة تصادر الحبوب والفترينة، وتوفر لقمة نظيفة لصاحبها أو اعتقاله إذا كان من أصحاب السوابق!!
(دماغ) الكبير من مروجى المخدرات يعنيها التربح وتخريب المجتمع.. و(دماغ) المحافظ تعنيها المدة التى سيقضيها فى عمله بعيدا عن وجع (الدماغ)!!
أيضاً (دماغ) المروج للمخدرات قادرة على التفكير والإغراء والجذب.. و(دماغ) المحافظ مشغولة بالتأجيل وعاجزة عن إيجاد الحلول.. الشباب المغرر بهم بالتأكيد ليسوا أولاد المحافظ، لذلك فهى دعوة لأهالى العريش بالتصدى للظاهرة بالاعتماد على نخوتهم ورجولتهم، وحفاظا على أولادهم من الضياع ريثما يرزقهم الله بمحافظ قوى شرس لا يخاف فى الله لومة لائم.. يتصدى للظاهرة، ويفخر يوما ما بأنه استطاع أن ينجز من الأعمال ما يساوى الجهاد فى سبيله!!
العريش
zaynealshareef@yahoo.com