أصبح الكلام حرفة والمداخلات وكثرة الحديث هواية، وإصدار الفتاوى مهنة الجميع، يتسابق الكل ويتبارى فى إجادة اللعب بالكلمات، التى تثبت أحقيته بحرفته وتمكنه من هوايته وإتقانه لمهنته.. لم نكتف جميعاً بذلك، وإنما أصبحت الروايات قديمة عن الفساد والسرقات والأصابع التى وراء الأحداث الفوضوية والتى تروعنا جميعاً الآن، وتهدد أمن مصرنا، التى أراد الله لها الأمن، ولكل من دخلها الأمان والهدوء والاطمئنان، واختفت تماماً الرؤى المستقبلية للتخطيط فى كيفية الخروج من المشاكل التى تواجهنا، أو حتى فى سرعة القبض على هذه الأصابع المخربة ومحاسبتها وبترها، حتى لا يستمر مخطط الفساد فى هذا البلد الذى لم يعرف للأسف قيمته من تولى مسؤوليته أمام الله سبحانه وتعالى وأمام ضمائرهم التى كانت بلا شك مغيبة!!
فهل آن الأوان أن نعترف بأخطائنا ونقاطع هذا المسلسل الهابط الذى تابعناه منذ مدة، بداية من حلقة الخروج الآمن للرئيس السابق، والذى استمرت حلقاته مدة طويلة، منعتنا من التفكير الجاد فى كيفية الخروج من مشاكلنا التى تواجهنا، ومحاولة وضع الحلول لها، وانشغالنا فى الخروج الآمن له، ثم تابعنا باقى الحلقات التى أتقن كتابة السيناريو لها، ولم يحسن اختيار الأبطال لتمثيلها، فكانت حلقات مملة.. هل يحاكم أم لا يحاكم؟ مريض أم معافى؟ مسن.. يجب العفو عنه!! فهو صاحب ضربة جوية تستحق منا أن نغمض العين عن عيوبه ومساوئه وأفعاله هو و كل من معه!!
إن الوقت يمضى بنا سريعاً، فإن لم ننتبه ونوقف هذا المسلسل الهابط، ونركز فيما يواجهنا، فإن القادم سيكون أسوأ من الماضى الذى عشناه!! وسيعانى أبناؤنا وأحفادنا معاناة قد تكون أشد قسوة مما عانيناه.. هذه دعوتى لكل أبناء مصر الشرفاء.. من يساعدنى فى تحقيق حلمى فى كتابة سيناريو الإصلاح والبناء والتعمير لمصرنا الغالية؟ تكون حلقاته رسم الطريق الصحيح لنهضة مصر الحديثة القوية، ويشارك فى هذا المسلسل جميع أبناء مصر، ولا يكتفون بالمشاهدة والمتابعة والنقد؟!