نعم للتخطيط.. لا للتخبيط

الأربعاء 06-07-2011 08:00

لك الله يا مصر، كم قاسيت من الألم والجراح، ولا ندرى إلى متى سيتوقف هذا النزيف الذى صنعه أبناؤك بك، ولم ولصالح من يفعلون بك هذا؟ هل لهذه الدرجة هنت عليهم وأصبحت رخيصة فى نظرهم؟ أم أن جهلهم بقيمتك دفعهم لهذا.. أين أنتم يا أبناء مصر؟! تبت يد العابثين بك.. الويل كل الويل لمن لا يعرف قدرك! ألم يقرأوا القرآن العظيم ليعلموا أن الله عز وجل قد أعلى شأنك بذكر اسمك أربع مرات فى كتابه العزيز، وبشرنا رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) بأننا خير أجناد الأرض، وفى رباط إلى يوم الدين! يا للعجب لقد علم أعداؤنا قدرك وعلو شأنك ولم يشعر به أبناؤك، لقد جعلوا منك غنيمة يتقاسمونها فيما بينهم غير عابئين بما يرتكبون من إثم عظيم، إلى هذه الدرجة هنتى عليهم يا أعظم بلدان العالم وأم الدنيا!!

أين حكماؤك ومفكروك ومثقفوك ألم يشعروا بما يحدث لك أم أنهم مغيبون؟ من الذى يخطط لك ومن أبنائك ينادى لا لا حرام عليكم كفاية حراااام! لماذا كل ذلك التخبيط.. نريد تخطيطاً لنحس بأننا بنى آدمين لدينا عقول نفكر بيها ونستخدمها.. ألم تقرأوا قول الله عز وجل (أفلا يعقلون- أفلا يتفكرون- أفلا يسمعون- أفلا يبصرون).

لماذا لا نخطط لبلدنا كما يخطط كل فرد لنفسه!! هل المصالح الشخصية أهم من المصلحة العامة لمصرنا الحبيبة؟ كيف ننادى بالتغيير والقضاء على الفساد والمفسدين ونحن نصنعهم بعشوائيتنا! ألم نفكر فى وصف الشيخ محمد متولى الشعراوى، رحمه الله، بأننا شعب سلبى!!

كيف نريد أن تنصلح أحوالنا ونحن نسير فى نفس طريق الفوضى الذى يؤدى بدوره للفساد، والذى بتعاظمه تنفجر الثورة؟ هل سنظل فى ثورات متلاحقة لمحاربة الفساد؟ وإلى متى نقف ونتأمل ونتدبر حالنا؟ ألسنا فى حاجة لوزارة تخطيط شاملة تسيطر على جميع الوزارات وتحكمها فتخطط لها وتشرف على أعمالها وتراقبها وتحاسبها وتذلل لها الصعاب، وتنسق فيما بينها وتطور أداءها، لتصنع كياناً حكومياً قوياً يقوم على دعم القطاع العام ونبذ فكرة الخصخصة التى تقضى على العقيدة الوطنية، وتفكك النسيج الوطنى لم لا؟ لماذا لا يكون ذلك.. لو فكرنا قليلاً من الوقت فى ماذا سيحدث؟!.. أليس من حقنا أن نفكر لأنفسنا لنصنع مستقبلنا بأيدينا؟!

لو أن وزارة التخطيط التى نحلم بها عبارة عن قيادة للوزارات جميعاً، عدا وزارة الدفاع لخصوصية عملها، ودعمنا وزارة التخطيط هذه بكل الإمكانيات والأدوات التى تتيح لها كل إمكانيات التخطيط والمتابعة والإشراف، ولنتخيل جميعاً أننا سنقيم هيكلها التنظيمى كالآتى:

الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.. هيئة المحللين.. هيئة التخطيط.. هيئة التفتيش.. هيئة الرقابة الإدارية.. هيئة تقييم الأداء ومراقبة الجودة.. هيئة البحث والتطوير.. هيئة المقترحات والشكاوى.. الجهاز المركزى للمحاسبات.

فأى أداء هذا وأى قوة سوف تكون عليها وزارة التخطيط، وهى تخضع جميع الوزارات وتصبح لها الكلمة العليا عليها جميعاً، فسوف يكون نظام عملها كالآتى:

يقوم الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بتزويد هيئة المحللين بجميع المعطيات المطلوبة عن جميع نواحى الحياة وكل المجالات، وتقوم هيئة المحللين بواسطة علمائها وحكمائها ومحلليها بدراسة هذه المعطيات واستخراج التوصيات اللازمة وعرضها على هيئة التخطيط، التى تحدد أولويات العمل طبقاً للاستراتيجية العامة للدولة والمعتمدة من البرلمان والمصدق عليها من السيد رئيس الجمهورية، ويتم التخطيط بشمولية كاملة ومشاركة جميع الوزارات المعنية بالموضوع عن طريق الشعب التخطيطية لكل وزارة،

وبذلك تتحقق لنا مركزية العمل وشورى الإدارة، ثم يتم عمل ماكيت للمشروع المزمع إنشاؤه، وبعد التصديق عليه من جميع جهات الاختصاص يتم الشروع فى التنفيذ بمشاركة كل وزارة فيما يخصها، وطبقاً لخطة زمنية محددة لكل وزارة تحدد من قبل هيئة التخطيط التابعة لوزارة التخطيط، والتى تمارس باقى اختصاصتها فى الإشراف، ومتابعة سير العمل بواسطة هيئة التفتيش وهيئة الرقابة الإدارية، وتقيم الأداء وتراقب الجودة بواسطة هيئة تقييم الأداء ومراقبة الجودة، وتتابع حركة تداول الأوراق المالية بواسطة الجهاز المركزى للمحاسبات، كما يمكن تذليل الصعاب بواسطة هيئة المقترحات والشكاوى..

 لن يبقى لنا إلا أن نشير إلى أن فى كل وزارة توجد شعبة تناظر هيئتها التى فى وزارة التخطيط. كما نتدرج فى المستوى ليكون فى كل مديرية فرع، وفى كل إدارة قسم، حتى يتحقق لنا هيكل تنظيمى حكومى قوى يحقق لنا التخطيط لا التخبيط، ويجنبنا الفوضى والفساد، ويحقق لنا أيضاً الأمن والاستقرار لتطمئن قلوبنا، وتهدأ نفوسنا ونبدأ مرحلة العمل الجاد الواعى المدروس على أسس علمية، لنستفيد من طاقة شبابنا ونوجه إمكانياتنا فى الاتجاه الصحيح، فلو تدبرنا ما قلناه واقترحناه، إذن ما المشكلة فى تنفيذه، يتبقى علينا أن نطالب بتطبيق ذلك فنعيش فى أمان، ونجنب أنفسنا الأهوال ونقطع الطريق على أعدائنا. ليت صاحب كل قلم ينادى بالتخطيط وكفانا تخبيطاً.. ولا إيه؟!