كانت موجة الاعتقالات الأولى للإخوان المسلمين فى منتصف الخمسينيات بعد حادث المنشية.. ثم كانت الاعتقالات الثانية بمنتصف الستينيات وكان والدى الروحى محمد الغزالى حرب ضمن هؤلاء المعتقلين!..
مرت الأيام بطيئة كئيبة..
وكانت الأخبار تتوالى عما يتعرض له هؤلاء المعتقلون من أنواع التعذيب المختلفة!! ثم أفرج عن أستاذى بلا محاكمة.. خرج صامتاً شارداً.. وهمس أخى أسامة فى أذنى بأن أباه منعزل مكتئب لا يصلى!!
ومرت الأيام سوداء حزينة، ثم عاد الرجل لطبيعته ولصلاته وتسبيحه.. واختليت به ليقص علىّ ما واجهه.. وبعيداً عن التعذيب المعروف حشر فى زنزانة كبيرة مليئة بعشرات المعتقلين الأفاضل.. لم يكن من الممكن النوم متلاصقين فالمساحة لا تكفى!..
فكان كل يضم رجليه إلى صدره فلا إمكانية للحركة.. وبركن الزنزانة كانت هناك حفرة عميقة لقضاء الحاجة لكل هؤلاء.. ويقومون بنزحها يومياً!! قاموا بعمل ستار من ملابسهم ليحجب من يستخدمها.. ولكن لا نظافة ولا..!!
وفى أحد الأيام أبلغوهم بحملة تفتيش والويل لمن يجدون معه كتاباً أو مصحفاً.. كان بالزنزانة مصحف واحد يتداولونه.. وارتعب الجميع فلا مكان لإخفائه.. والعقاب مخيف.. فقام أحدهم بإلقائه فى حفرة قضاء الحاجة!! واهتز أستاذى لذلك بعنف!!.. وتساءل متى يأتى نصر الله؟