أنا ها هنا
بين أيدى الأطباء ِ
وهىَ هنالِك َ
بين الجموع ِالغفيرةِ
مشروخة َالصوت ِ تهتفُ:
عيشوا كراماً
تحت ظلِّ العلم ِ
■ ■ ■
رأيتُ الذى سوف يأتى
■ ■ ■
وقلتُ:
أنا كنتُ تحتَ المخدِّر ِ
أطفو إليكِ
تخايلنى صورة ُ القانصينَ
فأسرعُ
حتى أزيحَكِ
قبلَ وصول ِالرصاصةِ
آهٍ
هنا
كانت الكعكة ُ الحجرية ُ
يا أختَ روحى
هنا كانت المذبحة ْ
مذ ثلاثة عقود
وأكثر
كان هنا
فوق هذا النجيل ِ دم ٌ
وأغان ِ
هنا
كان يعبرُ فوق السياج ِ دم ٌ
وهتافاتُ كفر ٍ
بهذا الزمان ِ
هنا
انفتحتْ فوهاتُ الجحيم ِ
هنا
انفتحتْ فوهاتُ ِالخراطيم ِ
أغرقتِ اللائذينَ
من النار والماء ِ
بالكعكةِ الحجريةِ
كانوا هنا
فى الهزيع ِالأخير ِ
ولونُ الهواء ِأكاسيد من فضّة ٍ
ودخان
وهم متعبون
ويلتصقون كسرب ٍ من البط ِّ
يستدفئون بأنفاسهم
بينما
كان فجرٌ وليدٌ
تدوسُ عليه الجنازيرُ
كان يحاولُ
ما لم يكن ممكنا!
كان يحملهُ الجندُ من إبطيه ِ
يُجرجرُ من قدميهِ
بعيدا عن الكعكة الحجرية ْ
■ ■ ■
هنا فى الظلامْ
فوق سطح ِ البناياتِ قناصة ٌ
وفى القاع ِ
جنبى هنا
جثث ٌ
ودمٌ
وحناجرُ مشروخة ٌ
ودموع ٌ بلون ِ الدخانْ
■ ■ ■
هنا كان رهط ٌ
من الراكبين جمالا وأحصنة وبغالا
يخبُّون وسط الجموع ِ
فيسقط
من نالهُ السيف ُ
أو
ضربة ُ البلطة ِِالسابحة ْ
أو
تكوّم
تحت الحوافر ِ
كانت هنا مذبحة ْ
■ ■ ■
يمرُّ الرصاصُ مضيئا بأقواسهِ
فى الظلامْ
زجاجاتُ نار ٍتمر ّ
كأن السماء معبأة بالجحيم ِ
وتمطرُ نارا
على الحالمين َ
فيحترقونَ
وتطفو بهم نحو سقفِ المدينةِ
بعضا من الأغنياتِ
وبعضا من الحلم ِ
بعضا من الدم ِ
والرائحة ْ
شعر
فريد أبوسعدة