فى وقت حرج تحتاج فيه مصر إلى تكاتف أبنائها وتوحدهم لأجل اجتياز عثرتها تعويضاً عن مسالب عهد بائد أعاد مصر حقباً للوراء - تفرغت فئات بعينها لبث الفوضى وإشاعة البغضاء وتثبيط العزم والتشكيك فى وطنية كل مصرى يود خدمة بلده، وهؤلاء كثر وتعج بهم الفضائيات، حيث ينتهى كل حوار بتمزيق الملابس وتعرية كل من يبدى رأياً دون ثرائها من «عوائد» الإعلانات!! احتراماً للرأى والرأى الآخر، وهؤلاء يأسف القول إنهم مصريون، والله أعلم!.. ليس مصرياً من يترك مصر تئن وينتشى فرحاً ببث الفتن والاضطرابات والتحريض على التظاهرات الفئوية وتسفيه كل من يبدى رأياً فى بوادر سوء قد تنال من مصر على المدى الطويل، لو لم تتطهر من هؤلاء المصريين اسما والغارقين إثماً، فيما يعكر الصفو وينال من هدأة مصر التى تسير الآن على باب الرجاء!
فى زحام تلك الأحداث تبرع مواطن مصرى لأجل مشروع الدكتور أحمد زويل العلمى فى مصر - بمبلغ (ثلاثين مليوناً من الدولارات) من ماله الخاص اعترافاً منه بفضل مصر عليه، هو المواطن المصرى الحق العالم الاقتصادى «المغترب» الدكتور محمد العريان، الذى ضرب مثلاً حياً فى التجرد والوطنية ليتبرع من حر ماله لأجل مشروع علمى يعود بالنفع على بلاده، وهو ما لم يفعله كثيرون ممن اغترفوا مليارات، وقد تاجروا بمصر لينالوا حصاد سوء مقصدهم، وقد خسف الله بهم وبالعهد البائد الذى أطلقهم كما الحيتان ليلتهموا كل مقدرات الوطن دون ضمير، لينالوا بئس المصير! هو نموذج مشرف تاقت مصر إليه منذ سنين، وهى فى أمس الحاجة الآن إلى كل مصرى حق يقدم روحه وماله فى أشهر الصيف الحارقة، كانت مارينا ولياليها وقصورها! لأجل أن ترغد بلاده التى يدين لها بالكثير العامرة التى أنفق عليها المليارات شاهدة على مصرع الحمية وحب الوطن لدى دولة الفاسدين المارقين الذين اغترفوا مقدرات مصر وانحرفوا عن المسار لينتهى عهدهم وقد كللوا بالعار!
مليارات مارينا، ومليارات سويسرا من دم هذا الشعب الصابر دوماً على البأساء، وكان مأمولاً أن يترتب على أنصع ثورة فى تاريخ مصر تطهير النفوس وظهور روح جديدة تتوحد فيها مصر لتسود القيم والأخلاق، فإذا بالتعثر يستمر ليطفو على السطح أشباه مصريين، أخطر على مصر من العهد البائد، وتلك مقدمة سيئة لكوارث بلا انتهاء! هى أمنيات من القلب أن يكتمل التطهير ليظهر المصرى الحق، الذى يقدم أغلى ما لديه لتنعم بلاده وترغد، ومن هنا تنهض!
مستشار قانونى - بنها