يقول الله تعالى «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل عملاً صالحاً وقال إننى من المسلمين».. وإذا كان الرجل محباً للناس أهلاً لحبهم إياه، فقد تمت له الصداقة من طرفيها، وتتم له الصداقة بمقدار ما يرزقه الله به من سعة العاطفة الإنسانية، فلا يكفى أن يحب الناس ليحبوه، لأنه قد يحبهم، ولكن فى ذوقه نقصاً، كأن يكون فظاً أو متطاولاً أو متقلب المزاج أو متعاليا. وقد يكون محباً سليم الذوق، ثم يكون حظه من الخلق المتين نزراً ضعيفاً، لا تدوم عليه صداقة ولا تستقر له علاقة!..
ولكن إذا تمم الصداقة بالعاطفة الحية والذوق السليم والخلق المتين، جمع بذلك خصالاً عالية بين صفوة خلق الله.. ويتعين أن يكون بعد ذلك عطوفاً يرأم من حوله ويودهم، ويجدر أن يتأصل ذلك فيما بين من يعيشون أو يعملون فى مكان واحد، لأن صفة المعايشة أو العمل تربطهم بوشاج أوثق من وشاج القرابة، فيكون حسن صداقتهم رحمة بينهم.
دسوق