مصر بين نكستين

الأحد 12-06-2011 08:00

بمناسبة ذكرى نكسة يونيو 1967 التى حدثت نتيجة الجهل بلغة عصرها، وعدم الاستعداد والتخطيط بلغة الحاضر وقتها، وحتى لا نواجه نكسة غيرها، وبصفتى أحد الضباط من جرحى تلك النكسة، اسمحوا لى أن أنقل لكم خبرتى ونصيحتى قبل الرحيل: إن النكسة اليوم هى نكسة الفكر، والعلم، والخلق، والتخلف عن الركب الحضارى للعصر، إن النكسة أن نعيش مقلدين ومستوردين ومفتخرين بعقدة أننا شرقيون، بينما ينظر العالم لنا نظرة لا ترضينا، بل لا أكون متجاوزاً إن قلت بأن نظرة الله لنا لا ترضينا، بينما نحن فى تيه الفخر والعواطف!!

لقد أصبح من الملح إعادة تقييم الفكر عموماً، والدينى خصوصاً، وتحديداً عند السلفية، وذلك بكل الرسالات.. لابد من تدبر الكتاب السماوى فى ضوء المتغيرات الحضارية، وأضرب المثل بالنسبة للإسلام بالآية الكريمة: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...) «الأنفال-60»..

فلم يعد إعداد القوة قنبلة وطائرة حربية فى المقام الأول- كما كان بالماضى.. إنما المقام الأول لإعداد القوة، هو القوة العلمية، والبحثية، والاقتصادية، والأخلاقية، فتلكم هى لغة العصر الذى نعيشه!! لابد أن نتكلم لغة العصر بعقيدة الدين، لا أن نتكلم لغة الماضى بعقدة الدين!!..

 لابد لكل جيل من التفاعل مع كتابه المقدس كى تكون صلاحيته لكل زمان واقعاً ملموساً لا قولاً مهووساً.. لابد أن نُعيد تكوين فكر الإنسان المصرى ليبتعد عن الشعارات والأوهام والعواطف.. لابد أن ننتمى لتراثنا، لا أن يكبل به بعضنا البعض، ونتفرق حوله.. لابد أن نعلم بأن فكر الغير وفكرته المخالفة لأفكارنا ليست بالضرورة موجهة لقلب المواطن المصرى.. لابد أن نقتلع جذور النرجسية والأنا..

لابد أن نتعلم كيف نعيش فى جماعة عالمية متعاونة غير متنابذة!. إن عهد القنبلة الذرية بدأ يتوارى، فما تملك اليابان ولا ألمانيا قوة نووية، لكنها تملك قلوب العالم بصناعاتها، وشعوبها تحوز احترام شعوب وحكومات العالم.. لقد علمت أوروبا مؤخراً كيف تعيش متوادة فى تنظيم جديد اسمه الاتحاد الأوروبى، وأصبحت له عملة موحدة، انتصرت على الدولار، فهل يستفيق العرب على دينار موحد!!

محام بالنقض ومحكم دولى وكاتب إسلامى