شرفاء الحزب الوطنى

السبت 04-06-2011 08:00

نعرف جميعاً أن الحزب الوطنى قد استطاع خلال العقود الثلاثة الماضية، ومن قبلها، بسلطته المطلقة وسطوته الكاسحة، أن يستقطب المئات من الشخصيات البارزة فى المجتمع، كان من بينها بكل تأكيد عديد من الشخصيات الشريفة والنظيفة، التى لم تتلوث أيديها بالمال الحرام، ولا سمعتها بالمشاركة فى أعمال مخالفة للقانون، فهل من العقل أو المنطق أن نقصى هؤلاء الشرفاء عن الحياة السياسية فى البلاد، ونصادر حقهم فى الترشح للانتخابات؟!..

لا أحد يجادل فى أن الحزب الوطنى أفسد الحياة السياسية فى البلاد، وارتكب جرائم عديدة ضد الوطن والشعب، ولكن فى الوقت ذاته لا أحد يمكنه أن يجادل أيضاً فى أن بعض أعضائه لم يكن لهم دور فيما ارتكبه الحزب من جرائم، خاصة ونحن على يقين أن مجموعة معينة من قياداته هى التى كانت تخطط لتلك الجرائم، وتشرف على تنفيذها، ويساعدها فى ذلك جهاز القهر الأخطبوطى المسمى جهاز أمن الدولة، الذى لم يسلم من بطشه أعضاء فى الحزب نفسه، لمجرد أنهم حاولوا ولو على استحياء أن يكون لهم دور فى تحذير المجتمع من مخاطر بعض السياسات والسلوكيات التى ينتهجها الحزب.. لاشك أن هناك من بين أعضاء الحزب الوطنى من كانت له مواقف مشينة واضحة يستحق بسببها الإقصاء، حتى ولو لم تكن هناك جريمة توافرت أركانها ضده!!

ولكن هناك من لم تكن له مواقف مشينة أو جرائم توافرت أركانها ضده، فلماذا نقصيه ونمنعه من حق الترشح فى الانتخابات؟!..

 هل من الخير أن نحرم المجتمع من خبرة هؤلاء الشرفاء وقدراتهم خاصة، ونحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية التى قد يسيطر عليها بالكامل رأى تيار واحد، إذا ما خلت الساحة أمامه، من رأى آخر لوطنيين أكفاء، لهم شعبية حقيقية فى دوائرهم الانتخابية؟!