أين كانوا ولماذا ظهروا الآن هؤلاء أصحاب الذقون الكثيفة، المتزمتون، لابسو الجلباب القصير، وبصحبتهم خيالات أشباح لا ترى هويتهم الحقيقية، تحسبهم خياماً سوداء متحركة؟!..
ولماذا ظهروا الآن بعد أن كانوا مغيّبين؟ إن ذلك لم يكن موجودا بمصر من قبل ثلاثة عقود، حيث نزح الملايين للهروب من مصر وطغاتها إلى السعودية وباقى دول الخليج، يعاتبونك إذا رددت على الهاتف بغير عبارة «السلام عليكم»، وليس كما كان سابقاً صباح الخير أو مساء الخير أو حتى هالو...!!
كان ذلك يقال بنفس صافية وحب خالص.. فإن تحية السلام عليكم تقال عند كل لقاء فعلى، فكانت تقال أثناء عصور الحروب والحرابة، فيقول المواطن لمن يقابله تحية «السلام عليكم».. ومن يتابع أفلام زمان الأبيض والأسود، يلاحظ تحية الضيف: صباح الخيرات، ومساء الخيرات، وعندما يغادر الضيف يقول: سعيدة، فيرد عليه المضيف سعيدة مبارك، آنذاك لم يعرف المواطن تصنيف الشخص بالدين أو اللون أو العقيدة..
فندائى إلى كل مواطن مصرى بعد الثورة الطاهرة لشباب 25 يناير بأن يعود ويسأل والده وأجداده عن تلك الملاحظة الخطيرة، ويجب العودة لتحية المصريين المسالمين المحبين لمصر، صباح الفل والياسمين.. وأهلاً ومساء الخيرات!!
خبير سياحى
razzaztravel@yahoo.com