التبرير المرفوض

الخميس 02-06-2011 08:00

أعمل فى أحد المجالات الحيوية فى مصر، ولقد خدمت بلدى بكل إخلاص ومازلت، ولكنى تعرضت لمحنة مؤخراً بسبب مهازل الأمن بمدينة الإسكندرية كانت نتيجتها فقدان أربعة أرواح بريئة من بينهم ابنى وخطيبته وإليكم ما حدث: ذهب ابنى بصحبة خطيبته إلى مطار برج العرب الدولى بالإسكندرية، وذلك لاستقبال سيدتين من رحلة عمرة، وعند خروجهم من المطار مستقلين سيارتهم، وعلى بعد حوالى 300 متر من المطار طاردتهم سيارتان تحملان مجموعة من البلطجية وقطاع الطرق فى حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً،


وظلت المطاردة وصدم الجناة سيارتهم من الجنب، ومن الخلف فى محاولة لإيقافهم حتى دفعوها للسقوط فى ترعة بهيج. مما ترتب عليه وفاة الأربعة ونجاة طفلة صغيرة، ورغم أن الشرطة تعلم أن هناك شبهة جنائية فى الحادث، إلا أن السادة الضباط حاولوا أن يصوروا الأمر على أنه حادث عرضى لسقوط سيارة فى الترعة على الرغم من شهادة الناجية الوحيدة، وهى الطفلة التى سردت لهم ما حدث!!


ولكن السيد رئيس المباحث الجنائية بالإسكندرية تجاهل هذه الشهادة لأن الشرطة لا تستطيع العمل فى هذه الأجواء!!


وذهبت إلى مكتب مدير أمن إسكندرية، ولم أسمع منهم غير مبررات تافهة من ناس لا تريد أن تعمل، وبرر قائلاً: «إحنا مانقدرش نعمل حاجة لأن البلطجية مسلحين، ولو ضربناهم سيقال الشرطة بتضرب شباب الثورة»، أليس هذا التبرير يا سيدى يدل على قمة السخرية ممن يشكو؟! دعونى أضع بعض الملاحظات:


أولاً: أليس من العبث ألا يتم تأمين المطار الرئيسى للإسكندرية، ولو بوجود دبابة أو اثنتين أمامه حيث إن البلطجية يهاجمون الناس على مقربة منه؟..


ثانياً: أليس من الاستهتار ألا توجد لوحة إرشادية واحدة عند الخروج من المطار تدل على الاتجاه الصحيح، حيث إن البلطجية ينتظرون من يخطئ الطريق..


ثالثاً: إذا كانت بلدنا كما يعرف الجميع فى ظروف استثنائية فلماذا لا يتم إعلان الأحكام العرفية ولو فترة بسيطة حتى يستتب الأمن ويتم ردع البلطجية..


رابعاً: أنا أعلم أن هناك مواطنين شرفاء اشتروا أسلحة للدفاع عن أنفسهم وأنا أفكر فى ذلك!!..


خامساً: هل من العدل يا سيدى أن تضيع أربعة أرواح دون ذنب، ولا تجد مسؤولاً واحداً يدافع عن حقهم.. لا أجد سبيلاً سوى أن أختصم وزير الداخلية ومدير أمن الإسكندرية، بل ورئيس الوزراء لأطلب حق هؤلاء الشهداء.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.



معهد بحوث المحاصيل الميدانية- مركز البحوث الزراعية - الجيزة-مصر


amagadalla@yahoo.co.uk