تشبيه مبارك بالفرعون لم يأت من قبيل الافتراء عليه، بل هو من أصر دوماً على التشبه بفرعون، وسار على دربه بخطى ثابتة!! التطابق بين مبارك وفرعون كامل الأوصاف ومتعدد الجوانب!!..
فرعون قال لشعبه: أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى؟
ومبارك اعتقد ملكيته قناة السويس واحتكر خيرها لنفسه، ووزع على حاشيته أراضى مصر.. فرعون كان يستعين على شعبه بوزير فاجر هو هامان، ومبارك استعان علينا بحبيب العادلى..
فرعون استقطب إلى جانبه قارون ذى الثراء الفاحش الذى كان من بنى إسرائيل فبغى عليهم ومبارك استقطب الفاسدين من رجال الأعمال، الذين امتلأت بطونهم من عرق شعبنا فأعانوا مبارك علينا.. فرعون استعان بالسحرة ليلهوا شعبه عنه، ومبارك استعان بإعلامه المضلل وصحفه القومية.. فرعون فرق بين صفوف شعبه وجعله شيعاً، ومبارك فرق وحدة شعبنا وجعلنا شيعاً تتصارع مع بعضها البعض «المسلم يعادى المسيحى، والمسيحى يكره المسلم»، السنى يمقت الشيعى، والشيعى يكفر السنى، الأهلاوى يلعن الزملكاوى، والزملكاوى يسب الأهلاوى..
فرعون كان يغدق على سحرته، ويجزل لهم العطاء، ومبارك كان يغدق على لاعبى الكرة والمطربين والمطربات المشاركين فى التطبيل والتسبيح بحمده بمناسبة ودون مناسبة.. فرعون فتح خزائنه لكهنة المعبد، ومبارك فتح خزائن مصر لكهنة معبده من الصحفيين والمذيعين وترزية القوانين، ليحيكوا من دستور البلاد ثوباً لا يناسب أحداً غيره، وجعلوه يجلس على كرسى العرش ثلاثين عاماً.
بل الأدهى من ذلك أن هؤلاء قدموا لمبارك ما لم يقدمه الكهنة لفرعون، قدموا له الطريق الممهد لتوريث حكمه لابنه. حتى النهاية تطابقت بين فرعون ومبارك لقد أغرق الله بقدرته فرعون فى مياه البحر التى لفظت جسده لكى يكون لمن خلفه آية، ومبارك ساقه عقله ليذهب بنفسه إلى شرم الشيخ ليكون بالقرب من مياه نفس البحر، وليقبع هناك فى انتظار ساعته، ولكنه قبل أن يموت صار لمن خلفه آية..
وتطابق موقف فرعون حين أدرك الغرق وقال إنه أمن بالذى آمنت به بنو إسرائيل منعه استكباره أن يقول إنه آمن بالله الواحد، وبين موقف مبارك حين قال إنه يعى مطالب شباب ثورة 25 يناير، ويدرك مشروعيتها ومنعه استكباره من تحقيق أهم هذه المطالب وهو تنحيه.. وحتى «يوم المواجهة» وسقوط حاجز الخوف والرهبة وانكشاف ضعف الطاغية وقلة حيلته فيه تطابق بين مبارك وفرعون..
اختار نبى الله موسى يوم الزينة، وأن يحشر الناس ضحى، واختار شباب ثورة 25 يناير يوم عيد الشرطة وهو يوم يحتفل فيه فرعون مصر مبارك ووزيره الملقب بالعادلى بزبانيته وجلاديه، واحتشد الناس بالملايين فى ميدان التحرير.. بعد كل ما سبق أظننى لست ظالماً أو متجنيا على الرئيس المخلوع حين أشبهه بالفرعون.