الدين ليس من الممتلكات

الأربعاء 25-05-2011 08:00

هل الدين يورث؟ للوالدان حق الإرشاد والتوجيه والنصح والتعليم للأولاد، سواء كان فى أمور الدين أو الدنيا أو العلم، لكن من المستحيل أن تحجر على عقولهم مثلاً.. ليس كل أولاد رجال الدين متدينين، فكثير من الناس يبقون على دينهم لكون أنهم ولدوا هكذا، وليس بقناعتهم الشخصية، فكم من المسلمين والمسيحيين لا يعرفون شمالهم من يمينهم فى دينهم، وهناك الكثيرون الذين يعيشون فى تدين ظاهرى.. التدين ليس أن تطلق لحيتك و«كارل ماركس» الملحد كان كذلك.. وليس أن تلبس الجلباب فأبوجهل كان يلبس هكذا.. وليس بالنقاب أو الحجاب، وليس بزى أسود، أو عمامة سوداء، أو صليب أحمله أو أرسمه، فالدين تغيير قلبى وقناعة عقلية.. من الممكن أن أخدع الناس بالمظهر، ومن المستحيل أن أخدع الله!!

الدين ليس من ممتلكات الأسرة أو المجتمع، وليس من المنقولات حتى تنقله من سلف إلى خلف، لأنه ليس شيئاً مادياً بل هو قناعة شخصية.. واحد فقط هو الذى يملك الدين، الله سبحانه وهو يهدى من يشاء.. الدين يطرح على الآخرين ولا يفرض.. «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة» دعونا نتساءل هل الإنسان مسير أم مخير؟ ماذا لو الإنسان مسير؟ إذا قراره نابع من مصيره إنه قدره وليس من ذاته، إذاً ليس لأحد من الناس سلطان أن يملك مصيره، وبالتالى لا يستطيع أن تملك مصير الآخر سوى الله وحده، قدر الله وما شاء فعل!!

 وإن كان الإنسان مخيراً فليس من حق إنسان أياً كان أن يختار اختياره ومصيره، هو وحده صاحب القرار، لأن الله أعطاه هذه الحرية فيما يعبده أو يرفضه، ومن هذا المنطلق تأتى الدينونة.. الدين ليس من الممتلكات.. إذا فليس لأى إنسان الحق أن يجبرنى على شىء لا يمتلكه، لأن الدين لله وحده، ووحده له حق دينونتى..

من هذا المنطلق علينا أن نقبل بعضنا بعضاً، ونقبل اختلافنا الدينى والجنسى، ونقبل تنوعنا وطريقة تفكرينا.. الله سبحانه خلق خليقة متنوعة، فخلقك إنساناً متنوع فى ذاتك، ووضعك فى عائلة متنوعة، وفى مجتمع متنوعاً، وخلق الأرض وما فيها من تنوع، حيوانات متنوعة، وطيور متنوعة، ونباتات ونجوم وأفلاك متنوعة، وكلها تعمل فى تناغم وانسجام، فلم لا نعيش هكذا كما يريد منا الله؟ علينا أن نقبل هذا التنوع، ونقبل بعضنا بعضاً، ونقدر بعضنا، والذى يحب ذاته هو إبليس ويريد كل البشر أن يكونوا على شاكلته.. والله يحب الجميع فكن من أتباع الله، واقبل الآخر كما هو.