مؤلف «حكايات أمينة»: ترددت 15 عاما في كتابة هذه المجموعة

كتب: أميرة النشوقاتي الأربعاء 10-03-2010 14:43

يعمل «حسام فخر» مديرا لقسم الترجمة الفورية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، لكنه فى الوقت نفسه أديبا موهوبا، أصدر 6 أعمال تتنوع بين الرواية والقصة القصيرة، كان آخرها «حكايات أمينة» التي حصلت على جائزة «ساويرس» للقصة القصيرة في 2008، وهذه المجموعة تضم 18 قصة قصيرة تتسم بالبلاغة وتستحضر ذكريات فترة الطفولة، حيث يعتبر الحنين إلى الماضى موضوعا محوريا فى المجموعة يتعامل معه الكاتب ببراعة من خلال أسلوب حكى ينتقل فى بساطة وسلاسة ما بين ذكريات الطفولة، وتخيلاته ورؤيته لشخصية جدته التى ساهمت بشكل كبير فى تربيته وتكوين نظرته عن العالم.

صدرت «حكايات أمينة» للمرة الأولى عام 2007، وصدرت الطبعة الثالثة منها منذ أيام قليلة، وبمناسبة صدور الطبعة الجديد حاورت «المصري اليوم» الروائي «حسام فخر» حول مجموعته الفريدة.


- تُظهر الرواية أن «أمينة» عاشت في مناخ اجتماعي مختلف تماما، كما أنها تلقى الضوء على تفردها وفلسفتها في الحياة، هل كنت تقصد أن تروي حكاية «أمينة» من خلال القصص التي سردتها الشخصية؟

- صحيح، الحكايات التي روتها لي أو تلك التي اردت منها أن ترويها، لقد كنت محظوظا أن تكون هذه السيدة جدتي، هى لم تستخدم معى أبدا أسلوب الأمر أو النهى، كانت تستخدم أسلوبا بارعا فى التعامل، لذلك كان يجب أن تكون تلك هي طريقة نقل قصتها.


- أسلوب الحكي في تلك الرواية يختلف عن أعمالك السابقة، حيث مال الى البساطة، هل كان ذلك مقصودا؟

- لم اتخذ قرارا واعيا حول أسلوب كتابة الرواية، والحقيقة أننى خضت صراعا داخليا لمدة 15 عاما اثناء كتابتي هذا العمل الصغير، لقد بدأت في كتابتها عدة مرات، إلا أن الأسلوب لم يكن مناسبا.
كنت مترددا، و لم أكن على دراية إلا بالأساليب التي يجب تجنبها؛ لدرجة أننى حاولت كتابتها باللغة الانجليزية، و وبقيت على هذا الحال طويلا حتى عثرت على الأسلوب المناسب.

- في معظم كتاباتك تظهر الشخصية و كأنها تحاول العودة إلى الوطن في سعي لا ينتهى للحفاظ على الهوية، كما أن الصراع بين الشرق و الغرب يبدو محوريا في الرواية، فضلا عن قيام أمينة بحكاية القصص عن الملك آرثر وقراءة آيات القرآن بنفس الشغف، فكيف ذلك؟

- كانت «أمينة» تشعر بالسلام والراحة مع ثقافتين تجمع بينهما، وتظهران في أحاسيسها وأسلوبها، وهذا هو ما مكنها من أن تنتقل بين القرآن وروايات «تشارلز ديكنز» دون الشعور بأدنى تناقض، أنا شخصيا اخفقت في فعل ذلك، حيث عشت في الغرب لأكثر من ربع قرن. ربما يعود ذلك الى العالم المعقد الذي نعيش فيه، حيث نرى العولمة من جانب، والانعزالية على الجانب الآخر، وحيث يسعى الناس الى ما يميزهم، لا ما يوحدهم، وهم بذلك يقاومون تيار العولمة الجامح الذي يسعى لتوحيد سكان العالم تحت ثقافة جامعة.

- هل يمكن اعتبار المجموعة سيرة ذاتية لطفولتك؟

- سألونى من قبل إذا ما كانت المجموعة محاولة لتصوير الحياة في عصر مختلف، الا ان ذلك لم يخطر ببالي. لقد كنت مثل السائر في حرارة أغسطس الحارقة ثم وجد شجرة ظليلة يحتمي بها، ويشرب أسفل منها، و يمسح عنه العرق، ثم يمضى في طريقه. كنت قد مللت من الإيقاع المحموم للعصر الحديث، وبالتالي جلست في ظل جدتي والتقطت انفاسي ثم تابعت السير. و هذا يعني أن الكتاب هو أقرب لسيرة ذاتية، إلا انني لا أستطيع ان أميز الخيط الفاصل بين الواقع و الخيال. لست متاكدا ما حدث بالفعل، أو ما الذى رغبت فى حدوثه.

- بما انك عشت عشرين عاما في نيويورك دون أن تفقد الاتصال ببلدك، هل يمكن ان تصف الفرق بين مصر حاليا ومصر التي عشت فيها الطفولة؟

- الفارق يقاس بالسنوات الضوئية. لقد عرفت مصر- وربما أكون محقا أو مخطئا- على أنها أكثر البلاد تقبلا للآخر ولكل ما هو مختلف. ولكن الآن، أشعر حين أنظر اليها انها إما تغيرت بنسبة 180 درجة، أو انني كنت أعيش في وهم صنعته لنفسي. لقد تعلمت ان قوة المجتمعات تقاس بمدى تقبلها للآخر، ولو صحت تلك الفكرة، فيمكنني ان اقول أن مصر عام 1919 كانت في أوج التقدم الاجتماعي، حيث كان القس يلقي خطبته في الجامع الأزهر. هل نتخيل أن يحدث ذلك الان؟

- تمر الحركة الأدبية حاليا بحالة ازدهار يعكسها الجيل الجديد من الكتاب الذين يستخدمون الوسائل والأساليب الحديثة لتوصيل أعمالهم، متجاوزين بذلك الشكل التقليدي للعمل الأدبي، هل يمكن ان نطلق على تلك الاعمال وصف "عمل أدبى"؟

- انا أرى أن تعريف الشيء يعني تقييده، فالناس دائما ما تجد طريقة للتعبير عن أفكارها. انا لا اعلم الاجناس الأدبية التي تتناولها تلك الوسائل، إلا انني اؤمن بانها تساهم في إثراء حياتنا الأدبية وتساهم في توسيع رقعة حرية التعبير. بعض المدونون يعبرون عن أفكار كانت محرمة منذ خمس سنوات، وهو ما يعتبر إضافة عظيمة. و انا لست مقيدا بشكل معين، ويحضرنى هنا قول "ماو" الذى أحبه كثيرا (دع ألف زهرة تتفتح)، أو بالطريقة المصرية "زيادة الخير خيرين".


التقرير مترجم من الطبعة الانجليزية للمصري اليوم
www.almasryalyoum.com/english