البلطجة الفكرية

الأربعاء 27-04-2011 08:00

تتكون كلمة البلطجية فى مقطعها الأول من البلطة، وهى الآلة الحادة المعروفة.. والشق الثانى هو «جية» وتعنى بالتركية الجراب المستخدم فى تثبيت البلطة حول خصر حاملها!! والبلطجية هم جماعة حاملو البلطة المختصون مع عناصر الدفاع المدنى الذين تتم الاستعانة بهم لإنقاذ أرواح المواطنين العالقين من تحت الأنقاض.. استخدمت تركيا حاملى البلطة، الذين أطلق عليهم البلطجية فى تمهيد الطرق، وقطع الأشجار الكثيفة التى كانت تعوق تقدم القوات العثمانية داخل أحراش الغابات الأوروبية، تحت قيادة إبراهيم باشا، الذى بلغ بقواته حدود أوروبا خلال انتصارات الدولة العثمانية، وقد تسللت إلى اللهجة المصرية كلمة البلطجة، كما مع كثير من الكلمات التركية والتى منها على سبيل المثال «البوسطجية» الذين يتولون توصيل الجوابات إلى المواطنين بوصفها داخل «الجية» أى الحقيبة المخصصة، التى كان يعلقها البوسطجية فوق أكتافهم، وقد اشتكوا على لسان الراحلة رجاء عبده فى أغنيتها الجميلة بأن «البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلها»!! وإذا كان بلطجية الشوارع الآن يمارسون الإرهاب الجسدى على المواطنين مستخدمين الجنازير والسكاكين وقرون الغزال.


فهم قد أساءوا إلى البلطجية من أصحاب النزعة الإنسانية المكلفين بإنقاذ الضحايا، وسوف ينتهى الأمر بالقبض على البلطجية فى الشوارع إن آجلا أم عاجلاً، بينما من يمارسون «البلطجة الفكرية» هم الأخطر بسبب تبنيهم الخاطئ لصحيح الدين والتعصب الأعمى، بعدما سطحوا أفكارهم، وأغلقوا عقولهم، بسبب المفاهيم الظلامية التى يرسخونها ويغرسونها داخل عقول الشباب، ويجاهدون باستماتة فى سبيل العودة بالوطن إلى عصور الجاهلية، وكهوف تورابورا!! فانتبهوا أيها السادة إلى دعاة البلطجة الفكرية الدينية النابعة إما من الداخل المختلف، أو المستورد من الخارج الأكثر تخلفاً!!


 السويس


farouk.metalley@gmail.com