السفر عبر الطريق الخرسانى الجديد

الثلاثاء 26-04-2011 16:28


عندما كنت أسافر فى السابق كنت أسافر دائما عبر طريقين لا ثالث لهما: الطريق الصحراوى والطريق الزراعى، عندما أسافر للإسكندرية أسافر عبر الطريق الصحراوى، وعندما أسافر للريف أسافر عبر الطريق الزراعى والذى أشعر براحة نفسية لا حدود لها أثناء سفرى عبره، ولكن وبكل أسف وأسى عندما سافرت مؤخرا رأيت ما لا يسر، رأيتنى وأنا أسافر عبر الطريق الخرسانى الحجرى الأحمر الجديد، فبطول الطريق وعلى مسافات متقاربة رأيت المبانى التى بنيت فى لحظه درامية من الغياب الأمنى والرقابى ولحظة أكثر دراما من غياب الوعى البيئى، فأنا لم أزرع ولم أحصد بيدى يوماً، ولكن أعشق الزرع وأهوى رائحة الطين، فكيف هان على الفلاح الذى من المفترض أن الأرض هى جزء منه أن يفعل بها هذا!! ولماذا!! من أجل بعض المكسب السريع، ولكن المال مقابل الدمار، هذه معادلة خاسرة بكل المقاييس.


ولكن رأيت التحدى من الزرع الأخضر، فقد رأيته وقد نبت بداخل هذه الحوائط الحمراء المقامة بمنتهى القسوة على الأرض، ليعلن عن تمرده وعن رفضه لما يحدث.


أنا أعلم أن القوات المسلحة تهدم المبانى المقامة، ولكنها أولت الاهتمام للأراضى المملوكة للدولة، وأراضى هيئة أو وزارة الآثار، وأراضى الأوقاف، ولكن أرضنا الزراعية حاضرنا ومستقبلنا، فإنقاذ فدان أقرب من استصلاح عشرة أفدنة، فأغيثوا الأرض الزراعية قبل فوات الأوان.