فوبيا الإسلاميين

الثلاثاء 29-03-2011 08:00

لا أرى سبباً وحيداً للفوبيا التى أصابت النخبة التى تريد أن تستولى على ما حققته ثورتنا العظيمة من فتح باب الحرية للجميع فى التعبير عن رأيه.. واستشعر تخوفهم من الاتحاد الواضح فى أصحاب التوجهات الإسلامية الآن، وانخراطهم فى الدخول فى العمل السياسى، بل امتد الهلع إلى الإخوة المسيحيين جراء هلع إخوانهم المسلمين أنفسهم.. وإن كنت أرى أن هذه الفوبيا لا أساس لها من الصحة!!

 فالديمقراطية التى يتشدق بها هؤلاء الآن هى التى ستتحكم فى مصير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية.. فماذا لو أتت بالإسلاميين، وصوت لهم الشعب؟!

هل نرتد عن هذه الديمقراطية ونطالب بما فعله الجزائريون فى التسعينيات؟! وما فعله الفلسطينيون مع حماس؟ وكيف لنا أن نحكم على تجارب بدون تجربة أو معايشة، ولا أقول أن نكون حقلا للتجارب، إلى أن نصل إلى ما نرجو.. لقد جربنا الاشتراكيين والرأسماليين والفاسدين والملكيين..

 فماذا لو جربنا الإسلاميين فلا خوف من أصحاب التوجهات الإسلامية، طالما وجدت المرجعية الحقيقية لهم، فالإسلام يدعو إلى المدنية، وإلى الحوار، وإلى الانفتاح على الآخرين، وإلى المساواة، وإلى العدل، وإلى حقوق الآخرين، وإلى حقوق المرأة، وإلى كل ما يساعد على نهضة المجتمعات، لا على رجوعها إلى الوراء والانغلاق على أنفسها، ولا تقديس للأشخاص.. ونحيل أنفسنا جميعا إلى المشهد التركى، وكيف أن حزبا له مرجعية إسلامية وصل إلى الحكم فى دولة شديدة التطرف فى علمانيتها، لأنها رغبة الشعب، وهم من سيتحملون نتيجة اختيارهم، بالإضافة إلى عزل من أرادوا إذا أخل بما وعد به..

 المرجع هو صندوق الانتخابات ورأى الشعب، وهذا هو حال من أراد الديمقراطية وحلم بها، فلا نحجر على فكر آخرين أو نسفه آراءهم، بل لابد من الحوار والمصارحة، والوطن يسع كل من عليه.. دعوا الوطن يتنفس رحيق الحرية التى غابت عنه كثيرا!!

مهندس

معيد بمركز بحوث وتطوير الفلزات