■ يقول الفنان عادل إمام فى فيلمه «مرجان أحمد مرجان» وهو يخاطب الفنانة ميرفت أمين «مصر كلها قبضت»، موضحاً لها أنه لم يتبق غيرها، ولابد أن ترتشى زى كل مصر!! فهل كان الفنان يتنبأ بما نراه الآن؟ أم أنه كان يعلن حقيقة عرفها هو، ولم نكن نعلمها نحن فى حينها؟ وهل فعلاً مصر كلها قبضت كما قال؟ أم أن هناك قلة فقط قبضت، والباقين هم الشرفاء الذين لم يلوثوا ثروات مصر؟ وهل سنستمر طويلاً فى حياة فقدان الثقة والأمل التى نعيشها بسبب تزايد قضايا الفساد التى يعلن عنها؟ حتى صرنا غير قادرين على التمييز بين المصرى الجدع والمصرى المرتشى!!.. كنا نشم رائحة الفساد تزكم أنوفنا، وكنا نأمل فى أشخاص ومؤسسات نعتقد فيهم القدرة على حماية البلد من الفساد، أو التصدى له، أو القدرة على الإعلان عنه، لكن اليوم صرنا نشك فى الكل، وننتظر وقوع الكل وكأن فعلاً مصر كلها قبضت!!
■ سياسة الحرق التى اتبعها رجال أمن الدولة فى ملفاتهم ليست جديدة عليهم، فهم طالما حرقوا قلوبنا ظلماً، وعقول مصر طرداً، ففى كل مرة كانوا يمنعون أحد أبنائها الأبرار أن يعمل فى وظيفة يستحقها، لا لشىء إلا لأهوائهم الشخصية أو بدعوى حماية النظام، بل كادوا يحرقون مصر كلها بنار الفتنة، كما حرقوا كفاءات كثيرة حرمت منها مصر، كان النظام السابق غاضباً عليها، وحرقوا مؤسسات، فلم يكن غريباً حرقهم للملفات فمن اعتاد حرقاً لا يتورع أن يحرق ملفاً يخفى بحرقه له مصائبه وفضائح نظام عاش ليحميه وانتفع من ورائه!!
■ ثار الشباب فأطاح بالنظام، ولكن المجلس القومى للشباب مازال موجوداً، فما هى وظيفته؟ وماذا يفعل الآن أعضاؤه الذين لم يكن لهم دور إلا الترويج لسياسات خاطئة وفاشلة طبعاً، أستثنى قلة حتى لا أكون ظالماً، فقد يكون منهم من كان صادقاً، فمن الصعب أن يكون الكل منتفعاً، لذا أرجو حل المجلس القومى للشباب، ومحاسبة أعضائه على فشلهم فى نقل صوت الشباب للحكومة، وفى نقل رؤى الشباب للتغيير، ولكن كيف لهم أن يفعلوا هذا وأغلبهم دخل للمنفعة الشخصية، وللتفاخر بأن الرئيس السابق هو من وقع على قرار تعيينهم بالمجلس، ولتسيير أعمالهم الشخصية!!
ماجستير تاريخ
menamallak@gmail.com