أعلنت مصادر أمنية عراقية أن ما لا يقل عن 24 شخصاً لقوا مصرعهم، وأصيب حوالي سبعين آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات وسقوط صواريخ وقذائف اليوم الأحد، تزامناً مع الانتخابات التشريعية التي بدأ التصويت فيها صباح اليوم، وأضافت أن "ما لا يقل عن 12 قتيلاً سقطوا وأصيب عشرة آخرون اثر انهيار مبنى جراء انفجار استهدف مبناً سكنياً في حي أور صباح اليوم".
وكان مصدر امني أعلن في وقت سابق مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بانفجار في مبنى سكني في حي اور، شمال شرق بغداد.
وأكدت المصادر عدم وجود أية مراكز انتخابية قرب مكان التفجير، لافتة إلى أن الانهيار ناجم عن استخدام مادة تي ان تي.
وفي نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حي العامل، أكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجروح بانهيار مبنى سكني جراء عملية تفجير مماثلة، وفي منطقة الحرية شمال غرب بغداد أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل أربعة وجرح ستة آخرين، وفقا للمصادر.
وفي حي الخضراء غرب بغداد، أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين، وفي حي الجهاد (غرب) أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين، كما أصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار آخر.
وفي حي المنصور (غرب) أصيب ثلاثة أشخاص، بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات.
أما في منطقة الكريعات (شمال)، فقد أصيب عشرة أشخاص بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا في حين جرح شخصان في المدائن في انفجار عبوة ناسفة.
وفي منطقة جرف الصخر ، أعلن مصدر في الشرطة أن "سبع قذائف هاون سقطت قرب مركز انتخابي دون وقوع إصابات".
وإجمالاً، سقط أكثر من خمسين قذيفة هاون في بغداد وضواحيها فضلاً عن الانفجارات.
من جهته، قال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء «قاسم عطا» إن "أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب 18 آخرون جراء هجمات إرهابية في مناطق مختلفة من بغداد".
ويتزامن سقوط القذائف والانفجارات مع عمليات الاقتراع في ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق، وإطلاق تنظيم القاعدة تهديدات بقتل كل من يشارك في الانتخابات.
وفي الأنبار، سقطت قذيفتا هاون قرب مركز انتخابي شرق مدينة الرمادي دون إصابات، كما سقطت سبع قذائف هاون في مناطق متفرقة من الفلوجة دون أن تسفر عن خسائر، وفقا لمصادر أمنية.
وقال رئيس الوزراء «نوري المالكي» للصحفيين رداً على الانفجارات أن "هذه الخروقات مجرد أصوات لتخويف المواطنين لكن الشعب العراقي سيتحدى ذلك، سترون أن هذه الأصوات لن تؤثر على معنويات العراقيين"، وأضاف "أدعو كل المخلصين للمشاركة في الانتخابات لاختيار من يمثلهم"، وأجاب رداً على سؤال حول التصويت الخاص في الخارج "كان جيدا رغم المتاعب".
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب «إياد السامرائي» أن "الانفجارات لن تؤثر على مسارنا نحو الديمقراطية فهؤلاء يائسون وبدلاً من أن يضعوا أيديهم بأيدي العراقيين يهاجمونهم".
يذكر أن التصويت في ثاني انتخابات تشريعية تشهدها العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق «صدام حسين»قد بدأ في السابعة صباح اليوم بالتوقيت المحلي للعراق، ويأمل الكثير من المراقبون في أن تنهي تلك الانتخابات الصراع الطائفي في البلاد، كما أن نتيجة تلك الانتخابات ستكون أحد الخطوات الهامة في حسم قرار الإدارة الأمريكية بخفض القوات الأمريكية العاملة في العراق إلى النصف، وستراقب هذه الانتخابات عن كثب أيضاً شركات الطاقة التي ألزمت نفسها باستثمار المليارات في حقول النفط العراقية الواسعة.
وأكد الرئيس العراقي «جلال الطالباني» وهو سياسي كردي محنك يسعى للفوز بفترة أخرى، أن هذه الانتخابات تمثل خطوة أخرى في مسيرة الديمقراطية بالعراق كما أنها تمثل اختباراً أيضاً.
ويوجد نحو 6200 مرشح من 86 جماعة سياسية يتنافسون على 325 مقعداً في البرلمان.
ويواجه رئيس الوزراء الشيعي «نوري المالكي» قائمة علمانية تستغل السخط على سنوات من الصراع والخدمات العامة السيئة والفساد وتأمل في كسب تأييد من الأقلية السنية التي كانت مهيمنة في الماضي .
ويشكو رئيس الوزراء العراقي السابق «إياد علاوي» وهو شيعي علماني يرأس كتلة القائمة العراقية العلمانية بالفعل من مخالفات في عمليات التصويت المبكرة ممهداً الطريق أمام تحديات محتملة لنزاهة الانتخابات.
كان قد أدلى الأسبوع الماضي 600 ألف شخص من بينهم جنود ومعتقلون بأصواتهم مبكراً مثلما فعل المغتربون واللاجئون العراقيون في الخارج.
وحذرت جماعة دولة العراق الإسلامية التابعة للقاعدة العراقيين من الإدلاء بأصواتهم وتوعدت بمهاجمة من يتحداها.
وقد نشرت قوات من الجيش والشرطة في شتى محافظات العراق البالغ عددها 18 وتم حظر تحرك المركبات في محاولة لإحباط التفجيرات الانتحارية. وستبقى القوات الأمريكية في العراق التي يبلغ عددها 96 ألف جندي في الخلف مؤكدة تراجع الدور الأمريكي في العراق.
وعلى الرغم من التوترات الطائفية في مناطق مثل صلاح الدين وهي معقل للعرب السنة حيث مازال بعض الأشخاص يشيرون إلى صدام بوصفه "زعيمنا" فان الانتخابات بالنسبة لعراقيين كثيرين تمثل بشكل أساسي اليأس من البطالة والوضع المزري للخدمات الأساسية.