آلو..!!

الثلاثاء 15-02-2011 08:00

نزع المُلك

صدر قرار أمس الأول بحل مجلسى الشعب والشورى.. ومن المؤكد أن صاحبنا يمر بحالة نفسية سيئة منذ تصاعد الأحداث.. لقد انتهى دوره، فمع تطور أحداث ثورة 25 يناير ذكرت الأخبار أن المواطنين فى دائرته الانتخابية قد رفعوا لوحات تأييده، ومزقوا صوره!!.. لقد نصحته مخلصاً، ولا فائدة!! ففى 29 أغسطس 2010 كتبت هنا قائلاً: «أعتقد أن مغناطيسية كراسى السلطة تفوق مغناطيسية الثقوب السوداء.. الأخيرة فى السماء تبتلع مجرات كاملة.. والأولى فى الأرض تبتلع عقول المعمرين على كراسى السلطة!! فهم لا يفكرون إلا فى الاستمرار عليها أيا كانت آراء الجماهير، وأيا كانت حالتهم الصحية.. ومع شعوب فقيرة جاهلة مقهورة وممارسات غير ديمقراطية يتحقق لها المراد!!.. متناسين حساب رب العباد.. المهم لديهم الاستمرار حتى يصبح بعضهم هو والكرسى قطعة واحدة!!..

 تذكرت ما سبق وأنا أتابع أسماء كبار المرشحين حالياً لمجلس الشعب.. لم أعبأ بمعظمهم بمن فيهم أقدمهم جلوساً وأضعفهم صحة!! ما عدا شخصاً واحداً.. إنه الدكتور فتحى سرور «78 عاماً».. كتبت عنه هنا العديد من المرات.. إنه قيمة علمية وأدبية كبيرة محلياً وعالمياً.. شخصيته نفخر بها، ليس لأنه استمر رئيساً لمجلس الشعب لمدة عشرين عاما.. مجلس شعب وصفه هو بأنه «مجلس مكسح» بسبب نسبة 50٪ عمالا وفلاحين، وليس بسبب التصاق صفات رذيلة مؤلمة بالعديد من النواب خلال عهده الطويل.. ولكن لأن رفضه ترشيح نفسه الآن سيرفع من رصيده فى ذاكرة التاريخ!! يا دكتور سرور.. إن استمرار الأحوال من المحال.. تراجع، فقد حان الوقت لتستريح!!

 ولأنك تعرف من الأسرار الكثير فهى فرصة لتكتب شهادتك على هذا العصر، وتوصى بعدم نشرها إلا بعد أن نكون جميعا بين يدى الله العظيم الغفور، الذى يعلم ما تخفى الصدور.. الغريب أننى قبلها بحوالى ثلاثة شهور كتبت إليه هنا بتاريخ 2 يونيو 2010 قائلاً: «فى الفترة من 10 إلى 20 أبريل 2009 كتبت هنا عن مجلس الشعب.. ما نعيده نزيده ولا فائدة!.. فالكبار لا يقرأون.. وبعضهم يعاندون.. ما يجمعهم أنهم كلهم بكراسيهم متشبسون.. يريدون أن يموتوا وهم عليها جالسون!!

 وكتبت عن الأمانى والأحلام ليكون لدينا مجلس شعب نفخر به ولكن!!» وأنهيت كلماتى قائلاً: «يا دكتور سرور ألم يحن الوقت بعد لتستريح؟ لا ترشح نفسك مرة أخرى.. ودعنا نقضى الباقى من عمرنا ندعوه ليغفر لنا ويتوب علينا».. ومن المؤكد أن سحر الكراسى جذبه وذهب بحكمته فقضى عليه!! ختاما.. أليس فى حالة د. سرور والآخرين خير مثال ينطبق على قول الله تعالى «قل اللهم مالك الملك، تؤتى الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء...»