حذر وترقب فى شمال سيناء

السبت 05-02-2011 08:00

إذا كان المشهد فى شمال سيناء يماثل جميع المشاهد فى محافظات الجمهورية الملتهبة، فإنه يتضاعف من حيث الحذر والترقب.. فشمال سيناء تتوسط المشهد جغرافياً بين غرب القناة المصمم على تلبية مطالب الشعب المصرى فى التغيير وبين الشرق، حيث العدو الإسرائيلى المتربص دوماً والكاشف لمسرح الأحداث أرضاً وسماء وبحرا، والذى يحرص طوال السنوات الماضية، ولا يزال، على أن يكون جاره المصرى مهموماً بمشاكله الداخلية، فضلاً عن تدخله فى أغلب الأحيان لصناعة تلك المشاكل وتصديرها إلى سيناء والإسكندرية وغيرها من محافظات مصر.

أهالى سيناء المقاومون الأذكياء يراقبون بعيون التوجس عدوا يمكن أن يتحرك على الأرض فى محاولة لتغيير الديموغرافيا حتى الحافة الشرقية لقناة السويس، ليحول أنظار الشعب المصرى لاتجاه آخر طمعاً فى إرباك جيشه وتثبيتاً لأشياء كثيرة ليس أقلها الهدوء الذى ينعم به منذ اتفاقيات كامب ديفيد.

أما على صعيد الأحداث الراهنة، فقد سارعت قبائل شمال سيناء بعقد اجتماعات لجميع قبائلها لبحث أنسب الطرق لحماية الممتلكات وتأمين الناس وتشكلت لجان شعبية من البدو والحضر تقوم بدوريات حراسة لجميع المناطق على مدار اليوم، وإذا كنا حذرنا كثيراً فى السابق من أن هيبة الدولة تتقلص شيئاً فشيئاً فى تلك البقعة الغالية من الوطن فما زلنا نتساءل عن السبب؟

المشهد السيناوى الحالى يجسد تلاحم أبناء الوطن فى التصدى للسلبيات ويسجل علامة بارزة فى الرجولة والشهامة والحميمية، زاد من وهجها انضمام بعض عناصر قليلة من الجيش المصرى الباسل الذى يكن له الشعب السيناوى كل الاحترام والتقدير والمحبة، ويتعطش لرؤيته ومصافحته بعد غيبة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً.

السؤال الكبير المحير الذى يبحث عن إجابة: كيف نفسر تحول الانفلات الأمنى وبوادر الفتنة والحرب الأهلية فى شمال سيناء التى كانت تحدث تحت عيون قوات الأمن والداخلية إلى تلاحم وتوحد وأمن فى غياب تلك القوات وهذه الـ«داخلية»؟

عضو اتحاد كتاب مصر