مصر التى لا نستحق ترابها

السبت 22-01-2011 08:00

إننى أتعجب من كل هذا الذى نراه يومياً فوق تراب مصر المقدس! تلك الأرض التى سار عليها الأنبياء والأبرار والقديسون، والتى عاش فوقها الآباء والأجداد والعظماء.. كيف تحولت إلى أرض للتناطح والقتل والكراهية وسفك الدماء؟ إننا فى الحقيقة أنقى شعوب الأرض، إننا أحفاد صناع الخلود، إننا -دون أى مبالغة- أصحاب القلوب النقية العامرة بالتسامح والحب والمودة.. إننا -كما يقول المفكر المصرى الراحل د.

 وليم سليمان قلادة- لو فكرنا أن نؤلف كتاباً لتاريخ الشعب المصرى العظيم لا يمكن لهذا الكتاب أن يستوعب إنجازاته!! لقد سبق للشاعر الراحل نجيب سرور (1 يونيو 1932 - 24 أكتوبر 1978) -أحد فرسان المسرح المتميزين والذى يحمل لقب «شاعر العقل»- أن سجل باللهجة العامية أبياتاً شعرية فى تقديس الأرض المصرية فقال: «حاسب على الأرض.. حاسب وأنت بتدوسها.. لو تنطق الأرض.. كنت توطى وتبوسها.. أنا مرة وطيت - وخدت حفان وقلت تراب.. لقيت بدال التراب فى إديه ألف كتاب.. وقريت حكاية بلدنا فى كل رملاية.. دا كل حباية فى ترابنا لها حكاية.. حاسب على الحب.. حاسب.. آه (دا) حب العين...»!!

يا أيها الأحباب.. يا شركاء الوطن الواحد، وشركاء فى الآلام والأفراح، فليعبد كل واحد منا ربه بطريقته وأسلوبه ومنهجه، ونلتفت للعدو المتربص بنا، لا يجب أن تغرب الشمس على غيظنا أو حقدنا أو عداوتنا، لا يجب أن نترك للكراهية موضعاً فى قلوبنا، فقلوبنا مقدسة بالحب ونفوسنا مخصصة للتضحية، وأجسادنا ملتحفة بالبذل والعطاء، لقد اعتقد آباؤنا أن من لم يغتسل بماء النيل لن يدخل الجنة!! يارب - يا إله كل المصريين - انظر إلى مذلة شعبك من علوك، واحرس الكرمة الطيبة التى غرستها فى أرض مصر.. يا ملك السلام.. أعطنا سلامك.. وقرر لنا سلامك.. وسامحنا عن سيئاتنا، مبارك شعبى فى مصر.

أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية

minab@aucegypt.edu