الرقص فى الحلم

الأربعاء 19-01-2011 16:50

 

 

قفزت الصورة من أسفل الكاميرا مندفعة نحو الأرض.


باسمة.. أتابع معالم الصورة ترتسم شيئا فشيئا لتوضح أجمل ابتسامة عرفتها عيناى.


الفرقة الموسيقية لا تكف عن عزف مقطوعة كانت تعزف أيام الاحتلال الفرنسى لذلك الجزء من جنوب أفريقيا.. سيدة أفريقية فارعة الطول تسير.. يكاد فرعها يرقص على الموسيقى، وكلما انتهى اللحن أعادوه من جديد.. كانت الصورة للشمس قبيل الغروب وهى تحاول الاختباء من عشاقها، عشاق الحياة خلف الجبل الذى يحتضنهم وقد كست الخضرة أسفله.. وذهبت الشمس الذاهبة قمته. لكن قلبى لم يطاوعنى على ترك ابتسامة دون أن أقتنصها بالكاميرا. أدرت اتجاهى وأنا أبتسم له من وراء العدسة.. وضغطت الزر لتخرج وفوقها أحلى ابتسامة لأعلى وجه. أغمضت عيناى على الصورة.. والابتسامة المرتسمة فوقها وهو من بعيد يرمقنى.. يد جذبتنى وسط ساحة المرقص الذى يفصلنى عن الجهة الأخرى التى يقف فيها مرادى.. أدارت اليدان جسدى.. وجدتنى أدور ويرتفع معى ردائى لأعلى ويدور.. وخصلات شعرى تدور معى لأغرق فى وسط الأفارقة السمر الذين التفوا حولى يرقصون تحية لى.. سالت الكؤوس وبللت صدر فستانى وأنا ألهث وأضحك وتمتد يد حبيبى تحتضن خصرى ويدور بى.. وأدور معه.. لا أفيق من سحر ابتسامته التى ما عشقت الحياة إلا لأجلها.


يدورون وأدور.. يضحكون وأضحك.. عيناى مغمضتان لا أرى فى الوجود سواه.. أحبه.. أعشقه.. ردائى يطير وأرتفع معه بين يدى حبيبى.. وأهوى مرة أخرى فوق الأرض.. ألهث من السعادة.. يحتضن خصرى فيدق قلبى حتى أظن أن الجميع سمعه.. فأخجل وأخشى.


صمتت الموسيقى.. ففتحت عيناى.


كان ثمة بعض الشباب من الأفارقة وزوج من الأوروبيين. جلسوا وصدورهم تعلو وتهبط من أثر الرقص، علت الابتسامة وجوههم بعد أن تم التصالح بين الأبيض والأسود منذ زمن قريب.


كان عرقا «غزيرا» ينسال من جبينى.. حتى بلل خصلات شعرى على الجانبين.. جُلت بعيناى أبحث عنه.. كان بالفعل يرقص.. كانت يداه تلتفان حول خصر يحتضنه.. يدور به.. فى الطرف الآخر من المرقص على موسيقى هادئة وعيناى مغمضتين. ابتسمت وعشت مع حلمى.. وقررت أن أرقص مرة أخرى.. أدور وأدور وأسعد وأجدنى فى حضن حبيبى ويرتفع ردائى وأرتفع معه.. ووجدت نفسى فى الحلم.. خير من التيه فى الحقيقة مفتوحة العينين.