لكى لا تفقد الكلمات مصداقيتها والأديان طهرها وقدسيتها، لابد أن نتعلم الاختلاف، وأن ندافع عنه لكى لا يموت، لأن من يحمله أرواح كثيرة ليس من شأنها أفكارك أو معتقداتك أو دينك أو ميولك، ولكن يكفى أنك إنسان.. أرى أن مفهوم الأوطان ليس كافياً لتعليم سياسة الاختلاف، ولكن عندما يكون وطنى هو الإنسانية سيكون المفهوم أوسع وأشمل.. التعامل مع الآخر، وسبر غواره، وبناء جسور ثقة ومحبة والتخلى عن الأصنام التى عكفنا على عبادتها على مر العصور القديمة والحديثة والتابوهات الموضوعة (ممنوع الاقتراب أو التحليل أو ذكر رأيك!) من يقترب سيجد أشد العقاب.. ممنوع إعمال العقل، خطاب دينى فى مجمله زائف، وقصص لا تتناسب مع العصر، وتشويش فكرى ليس له حدود، وكأن الأمر مقصود أن نظل هكذا بدون جدوى.. أتعرفون يا سادة أن من أفقر العصور وأقلها إنتاجاً فنياً وعلمياً هو عصر إخناتون، عندما طالب بالتوحيد الدينى.. ليس الأمر قتل الأبرياء، أو سفك دمائهم، أو إغضابهم فى أعيادهم،
الأمر يتجاوز هذا بكثير، الخلل وتزامن هذا الخلل مع واقع مجتمعى يفرض سياسة الأفضل والأرقى تمحى الآخر أو تهمشه أو تسيسه فيصبح طوعها ويصبح الحال كما لو أنه سعيد!! قوانينها تسرى عليه وأحلامها هو ما يتمنى، ودماؤه هنيئاً لها مريئاً وفى الأرض ممنوع يبنى ويعلى، مكان فيه يصلى، ولا يقول رأيه بصراحة، وبصوت عالى يجلى، إلا لمن هو بره أرضك، كده يبطل يحبك.. يا قلبك.. أعتذر «كمسلمة» عما حدث.. أعتذر بالنيابة عنى وعن كل المسلمين، نعتذر للكنيسة ولكم يا إخوانى الأقباط.
fifibedira@yahoo.com