تعودت، منذ أربعة عقود، أن أختلى بنفسى فى ليلة رأس السنة الميلادية!.. أمكث بغرفتى قبل الساعة الثانية عشرة بقليل، لأصلى عدة ركعات لله سبحانه وأستمر إلى ما بعد منتصف الليل بقليل.. وقت يقارب النصف ساعة يبدأ خلاله العام الميلادى الجديد.. ونادراً ما انقطعت تلك العادة!!
ورغم إدراكى أن كلها أيام الله فإننى أحاول أن أخالف من يبدأون العام الجديد بما لا يرضى المولى!!.. بالأمس سرحت بعد انتهاء صلواتى فيما كتبته هنا عن الحكمة وما سأكتبه استمراراً لذلك الحديث! الغريب أننى فجأة تذكرت تلك الرؤية التى كتبت عنها هنا منذ فترة عن اشتعال للنيران فى برج كنيسة وانقباض قلبى وقتها!.. ومرت ساعات قليلة وإذا بأصغر أبنائى يأتى ليبلغنى بالخبر الكارثة منشوراً على الإنترنت حول ما حدث بالإسكندرية!!
استيقظت زوجتى وعلمت بالخبر ورأيت الحزن يكسو وجهها، والدموع تملأ عينيها.. إن ما حدث كارثة اتشح قلبى لها بالسواد.. كارثة تؤكد لى افتقاد النظام للحكمة والرؤية الصائبة!! هل أخذنا تهديدات القاعدة الأخيرة بالجدية الكافية؟! هل عالجنا التصاعد المستمر فى الأحداث الطائفية بالحكمة والأسلوب الأمثل؟!!.. يا سادة الحل يشمل منظومة متكاملة فى التعليم والإعلام والثقافة و.. و.. وكيف يتأتى هذا مع قوم كل همهم الاستمرار على الكراسى، وحصد الغنائم الدنيوية.. يارب عجل بالفرج!!