«أبوحصيرة».. وجع فى قلب مصر

السبت 01-01-2011 08:00

وجع دائم فى قلب مصر اسمه «أبوحصيرة»!! ففى الأسبوع الأخير من ديسمبر من كل عام، يفد مئات اليهود فى طائرات خاصة إلى مصر للاحتفال بمولد أبوحصيرة، وذلك فى مقبرته الكائنة بقرية «دميتوه» التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة!! صاحب الكرامة (أبوحصيرة) حسب زعم اليهود، رجل دين يدعى (يعقوب أهارون)، ولد بالمغرب سنة 1807، وقد جاء إلى مصر واستقر بها ودفن فيها سنة 1880.. وقصة أبوحصيرة الخرافية مفادها أنه قد أراد الحج للقدس واستقل سفينة وأثناء رحلة السفينة إلى القدس غرقت بمن فيها، ونجا هو فقط من الركاب، وطريقة نجاته مثيرة!.

 فيقولون إنه وضع حصيرته التى كان ينام عليها وفردها على سطح البحر وجلس فوقها وظل يبحر بالحصيرة حتى وصل إلى الشاطئ وتوجه إلى القدس!!.. من هنا أطلق عليه لقب «أبوحصيرة»!!.. عقب انتهائه من الحج بالقدس أراد العودة مجدداً للمغرب سيراً على الأقدام، وحمل حصيرته على كتفه حتى وصل مصر (فأعجبه العيش بها) واستقر بقرية دميتوه، التابعة لدمنهور!!..

 عمل إسكافياً إلى أن مات ودفن بالقرية!!.. عقب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية طالبت إسرائيل بالسماح لرعاياها بالحضور لقبر أبوحصيرة بمصر للاحتفال بمولده سنوياً وقد كان!!.. وتستمر الاحتفالات لأسبوعين وتبدأ منذ 26 ديسمبر.. كان مثيراً أن يصدر قرار من وزير الثقافة باعتبار قبر أبوحصيرة من ضمن المبانى الأثرية!!.. استاء المصريون من مظاهر العربدة التى تجرى حول قبر أبوحصيرة فى مولده الميمون.. وفى 2001 أقيمت دعوى أمام محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية لإلغاء احتفالات مولده، وصدر الحكم بالإلغاء.. كما أيدت المحكمة الإدارية العليا حكم الإلغاء!!.. لم ينفذ الحكم بعد!!..

 مازالت الحكومة المصرية تسمح بإقامة المولد سنوياً فى موعده فى حماية الأمن المصرى المشدد!!.. هى مأساة بكل المقاييس أن تستمر إسرائيل فى عربدتها وتدنيسها مقدسات الإنسانية فى فلسطين الحبيبة، ويفد تابعوها إلى (مصر) للعربدة على قبر إسكافى يهودى، فى غفلة من الزمن أصبح صاحب فضيلة!!.. ألم يأن الأوان بعد أن تراعى الحكومة المصرية مشاعر المواطنين؟.. وتتطهر مصر من آثار أبوحصيرة؟.. فليأخذوه بحصيرته، ويرحلوا بعيداً عنا!!

مستشار قانونى - بنها