الليل أضنته الهموم.. فبات يحلم بالصباح.. والصبح أعياه البكاء.. فظل يرتقب المساء.. فى الصمت.. فى الركض.. فى حركة الأشياء.. برجاء.. منحة وعطاء.. ولحظة سكون.. وارتياح.. برجاء.. أن يأتى صباح.. فى أمسه فى ليله.. كان الصباح قد استراح.. فى النور قد بان.. كل شىء واتضح.. وفى المساء.. قد بات معلوماً.. من غل ممن منح.. وفى القبور.. صرح الرفات.. لينهى السعادة..
والفرح.. فكل شىء قد فضح.. أكوام الفتات.. لن تعطى الحياة.. لقلب قد ذبح.. سألوا الجماجم.. فى جبال الصمت: من أودى بها للهلاك؟ من كان يحملها إلى هناك.. من راح ينسج حولها.. موانع الأشواك؟.. قالت بصوت نبرته الشجن.. حين امتلكنا السطوة والزمن.. حين طوينا الثورة والمحن حين اجتلبنا السوط.. لنضرب به وجه المدن حين افتقدنا الموت.. وكم شريف قد دفن.. حين ارتضينا الذل..
والبلادة والوهن.. وحين ابتغينا الحب.. فى كأس عفنة.. جاء المساء.. ليقطع علينا الغفوة والوسن.. جاء المساء.. ليمحو بغينا وما كنا نظن.. وكان الرحيل قول التاريخ والزمن.. كان الموت حكم التاريخ والزمن.. وصدق الزمن.
المحامى- فاقوس- شرقية
ahmed-fathy7777@yahoo.com