يخطئ من يظن أن الإبتكارات التكنولوجية الحديثة هي فقط من أجل توفير سبل جديدة للاستمتاع بالحياة أو توفير حياة أكثر رفاهية، لكن تطبيقاتها في المجال الصحي المتعلق بشكل كبير بالقدرة على الحفاظ على حياة الإنسان، فاقت كل ما يمكن تخيله، فمن الممكن أن تقوم شريحة بحجم كبسولة الدواء أن تحل محل الطبيب، بل وتساعده في معرفة الأعراض الجانبية للأدوية وقياس درجة الحرارة والضغط وسرعة ضربات القلب.
هذا ليس درباً من الخيال، لكنه حقيقة واقعة أنتجتها عدة أبحاث قامت بها شركة «نوفارتيس» المتخصصة في صناعة الدواء، بالتعاون مع شركة Proteus Biomedical، حيث نجحت الأبحاث التي تكلفت 24 مليون دولار في صناعة رقاقة إلكترونية لا يتعدى سمكها شعرة الإنسان، تستخدم التقنيات اللاسلكية المستخدمة في الهواتف المحمولة والانترنت لتطوير أدوات تراقب ما إذا كنت قد تناولت دواءك في الوقت المحدد، ثم ترسل إشارة إليك أو إلى طبيبك أو إلى أحد أفراد أسرتك للتنبيه، كما أنها تساعد في نقل المعلومات حول التأثيرات الجانبية للأدوية ومدى فعالية تأثيرها.
ومن المتوقع أن توفر تلك الشريحة التي سيقوم المريض بابتلاعها مع أولى حبوب الدواء الذي يتعاطاه، نحو 290 مليار دولار من تكاليف العلاج الطبي سنوياً، وهو المبلغ الذي ينفق بسبب الأشخاص الذين لا يلتزمون بأوقات الأدوية الموصوفة لهم وفقا لما أوردته مؤسسة New England Healthcare Institute.
ويشرح «أندرو تومبسون» رئيس شركة «بروتوس»، آلية عمل هذه التقنية قائلاً، "بعد أن يبتلع الشخص الحبة الالكترونية المحتوية على الدواء والرقاقة الحساسة المجهرية والمصنوعة من مواد غذائية وفيتامينات بمقادير آمنة، يتم تفعيل هذه المواد بالعصارة المعدية الحامضية التي تحول جسم الإنسان إلى ما يشبه البطارية."
ويتابع: "وترسل الرقاقة إشارة إلى لصاقة أخرى مقاومة للماء توضع على الجلد الخارجي حيث تلتقط المعلومات المتعلقة بضربات القلب، حرارة الجسم، معدلات النوم وغيرها من المعايير، وعند اقتراب المريض مسافة 20 قدم من هاتفه المحمول يتم إرسال هذه المعلومات إلى شركة بروتوس Proteus الذي يطورها ويعيد إرسالها بصورة مقروءة على الهاتف المحمول أو البريد الالكتروني للمريض."
وقد وضعت تلك الحبة الالكترونية الجديدة تحت التجربة العملية في حالات أمراض القلب، ارتفاع الضغط، مرض التدرن، كما سيتم تجربتها لدى المرضى النفسيين في خطوة قادمة"، ومن المتوقع أن تطرح هذه الأداة في السوق مع نهاية عام 2011.