متظاهرون يحرقون العلم الجزائري أمام السفارة.. والأمن يلقي القبض على 20 منهم

كتب: هشام عمر عبد الحليم الجمعة 20-11-2009 15:49

تجددت الاشتباكات بين الأمن وحوالي 200 متظاهر أمام سفارة الجزائر، عقب صلاة الجمعة، وألقت قوات الأمن القبض على 20 متظاهراً، بعد قيامهم بحرق علم الجزائر، وأغلقت قوات الأمن شارع 26 يوليو أكثر من مرة، وطاردت الصحفيين والمصوريين الصحفيين، وصادرت شرائط التصوير من الفضائيات، وطاردت فرق الكارتيه المتظاهرين في الشوارع المحيطة بالسفارة، مما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين.

كما شهدت منطقة المهندسين تظاهرة أخرى عقب صلاة  الجمعة أمام مسجد مسجد «مصطفى محمود» في المهندسين، وعبر المتظاهرون  فيها عن إستيائهم الشديد  من الإعتداءات التي  لحقت  بالمشجعين المصريين في  السودان عقب المباراة،  وشهد الميدان تواجد أمنياً مكثف من قيادات مديرية أمن الجيزة وقوات الأمن المركزي.

وكانت مظاهرات الاحتجاج على أحداث الجزائر قد بدأت في الثامنة والنصف مساء أمس بتجمع نحو 50 طالب وطالبة في شارع البرازيل، وبعدها بدقائق انضم عدد أخر حاملين لافتات كتبوا عليها "إطلعوا برا مصر.. إطلعوا يابرابرة" وناشدوا الرئيس في رسالة قالوا فيها، "إحنا دمنا مش رخيص لينا مطلب واحد هو طرد السفير"، وجاء المتظاهرون من مختلف الجامعات الخاصة والحكومية وشاركهم عدد كبير من طلاب المراحل الثانوية والإبتدائية والأهالي، ورفعوا علم كبير لمصر وصل طوله إلى 10 أمتار مرددين النشيد الوطني المصري، وظل المتظاهرون يهتفون باسم «حسن شحاته» ورجاله، وطالبوا الرئيس مبارك بالتدخل السريع وأصروا على ترديد مطلب واحد هو طرد السفير الجزائري خاصة بعد ما بثته القنوات الفضائية عن قيام الجزائرين بدهس العلم المصري بأقدامهم وسياراتهم .. وهو ما أذاعته الفضائيات وبعض مواقع الإنترنت بعد إنتهاء المباراة الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010.

واستمرت المظاهرات السلمية لأكثر من 6 ساعات بعدها قامت أجهزة الأمن المركزي بتحريك المتظاهرين وإجبارهم على الخروج حتى شارع 26 يوليو، بينما أحاطت السفارة بالعربات.

في المقابل حاصرت أجهزت الأمن المتظاهرين الذين تجاوز عددهم 1000 متظاهر، ومنعتهم من الوصول لمقر السفارة بعد أن احتشد نحو 5000 من جنود الأمن المركزي بقيادة اللواء عبدالواحد السودا مدير قوات التأمين، وإحاطوا السفارة  بأجهزة الأمن المركزي و6 عربات مصفحة و3 عربات  مدرعة، وفي الثالثة فجرا ألقى بعض المتظاهرين الحجارة والزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة، مما أسفرت عن إصابة 11 ضابطا و24 من أفراد، وإتلاف 15 سيارة شرطة وخاصة وتهشيم واجهات 4 محلات ومحطة وقود و12 لوحة إعلانات، مما اضطر القوات إلي تفريقهم وتم ضبط متزعمي أعمال الشغب وأحيلوا إلي النيابة التي تولت التحقيق.

وأصدرت وزارة الداخلية صباح اليوم بيانا قالت فيه أنه مُنذ مساء ، حاولت مجموعات من المواطنين التوجه لمقر السفارة الجزائرية بالزمالك رافعين الأعلام المصرية بأسلوب متحضر ومُلتزم إعراباً عن غضبهم وإستنكارهم للأحداث المؤسفة التى أقدم عليها عدد من مشجعى فريق الجزائر خلال مباراتى القاهرة والخرطوم ،وان أجهزة الأمن اتاحت لهم الفرصة علي بعد نصف كليو من السفارة ، واستمر التظاهر حتي فجر الجمعة.

وأضاف البيان إنه مع إصرار بعض العناصر علي التجمع التقدم مباشرةً إلى مقر السفارة وعدم الإستجابة لرجال الشرطة قام عدد منهم بإلقاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ،مما اسفر أسفر عن إصابة 11 ضابطاً 24 من الأفراد وحدوث تلفيات لـ15سيارة خاصة وشرطة وكذا تهشم واجهات 4محلات ومحطة وقود و12 لوحة للإعلانات مما إضطر قوات الشرطة لتفريق المتجمعين وضبط مُتزعمى أعمال الشغب ، وجارى مباشرة النيابة التحقيق . 

وأوضح البيان أن وزارة الداخلية ألتزمت بموقف مؤسسات الدولة وتقديراً لمشاعر جموع المصريين إزاء ما تعرض له مُشجعي الفريق المصري من أعمال إجرامية وغير متحضرة من مُشجعى الفريق الجزائرى  منوهة انها لا يمكنها التغافل عن إنتهاك للقانون أو عن إلتزامها بحماية المصالح الخاصة والعامة.

وقالت إنها علي ثقة من إستجابة المواطنين والتزامهم  بالسلوك الحضاري في التعبير عن مشاعرهم إنطلاقاً من الموقف المتحضر لجموع المصريين، وإن الداخلية تثق في وعي المواطنين بألا يتركوا المجال لكل من قد يبادر بإستثمار الموقف لإثارة أعمال الشغب أو تحقيق أهداف خاصة، وأشار البيان إلى أن الشرطة ستكون الشرطة مضطرة إزاء أي تجاوز آخر على إتخاذ ما تراه ضرورياً فى هذا الصدد إنفاذاً للقانون .

في السياق نفسه نظم عدد من المواطنين "مظاهرة موازية" بسياراتهم حيث علق عليها أعلام مصر، وانطلقوا في الشوارع المحيطة بالسفارة مرددين شعارات مؤيدة لمصر، واستخدموا نفير السيارات (الكلاكسات) لتنظيم الهتاف لمصر، فقام الأمن بسحب رخص الكثير منهم بحجة استخدام النفير بشكل غير قانوني.