لاتزال ذكرى محرقة فرع ثقافة بنى سويف، فى الخامس من سبتمبر عام 2005، تثير الرعب والفزع وتلاحق الذين تسببوا بإهمالهم وسوء تصرفهم، فى وقوع تلك الكارثة العظمى، لعلها توقظهم من سبات عميق، أو ربما تذكرهم بعقدة الذنب ووخز الضمير!!
وكثيرًا ما ترتدى الحقيقة ثوب الباطل، فى قضايا الإهمال والفساد المماثلة، على غرار ما نسب من إهمال لرئيس قطاع الفنون التشكيلية، والذى تسبب فى سرقة لوحة «زهرة الخشاش» وحكم عليه بالسجن. واستقبله الوزير بعدها بالأحضان.. وكأن شيئًا لم يكن!! وعلى الرغم من أنه لا وجه للمقارنة بينه وبين من تسببوا بإهمالهم فى مقتل أكثر من خمسين مثقفًا وسبعة عشر مصابًا، فى محرقة فرع ثقافة بنى سويف، ولم يتم حبسهم أثناء المحاكمة، فإن التناقض بين القضيتين يثير الدهشة والعجب ويحير الأفهام فى تفسير تلك المفارقة!!
علمًا بأن محكمة بندر بنى سويف الجزئية، ثم جاءت أحكام «البراءة» لهؤلاء المدانين من مراكز القوى وأصحاب المعالى والممتمتعين بالحصانة!! إلا لأن أسر الضحايا لا يملكون مئات الآلاف التى أنفقتها الدولة على كبار المحامين المختارين وأساتذة القانون وغيرهم، للإطاحة بأحكام الإدانة الأولى، وكانت تلك مصيبة عظمى، ضاعفت من آلام وأحزان أسر الضحايا، الذين فقدوا أغلى ثرواتهم البشرية، ولم يجدوا لهم سندًا حتى فى أحلك الظروف، لردع من كانوا يطالبونهم بالأكفان، مقابل استلام جثث موتاهم!!
وصار هؤلاء المدانون يكيدون لنا، ويتشدقون بالبراءة، بل ويريدون تكميم أفواه الشرفاء الغيورين على مستقبل هذا الوطن الذى تتحكم فى مقدراته فئة قليلة من المستبدين!! لقد أصبحنا لا نرى فارقًا فى جميع الأحوال.. فالمدانون فى نهاية المطاف يتم تكريمهم، إما بالبراءة، أو ترقيتهم، أو بدعمهم للبقاء فى مناصبهم!!لنا الله!
والد الشهيدة الدكتورة
الفيوم - مساكن الحادقة