سيدى الرئيس.. لا جدال أنك تدرك تماماً أنه إذا ساد العدل فى المجتمع تكامل وازدهر.. وإذا تقلص العدل وزاد الظلم أدى لتأخر الأمة وهلاكها، لذا أمرنا الله إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل.. إننى أدرك تماماً أنك لا ترضى ظلماً للعباد، فقد سمعت عقب توليكم الحكم ممن يعرفونك جيداً أنك بطبيعتك لا ترضى بالواسطة أو المحسوبية أو بفساد مسؤول..
ولكنى أدرك أنه ليس من المعقول أن تجوب البلاد لتسمع مظالم العباد.. فهناك من تكفلوا بذلك من رعاياك.. وكررتم حرصكم على استقلال القضاء ونزاهته.. فإذا حدث خلل، واختلف القضاة، تظل سيادتكم قاضى القضاة.. فأنت الحكم.. وأنت أول من سيسأل أمام المولى سبحانه وتعالى.. ولكن على أن تبلغ بالأمر ويوضع بين يديك من خلال مؤسسة الرئاسة التى تطرح عليكم حقائق ما يدور داخلياً وخارجياً، وخلاصات ما ينشر فى الصحف من أقوال، وخلافه!!
وبالمناسبة لقد قص علىّ أحد الوزراء أنكم استدعيتموه بعد فترة من توليه مهام منصبه للمناقشة فى أمور تتعلق بوزارته، ولقد بُهت لمدى المعلومات والتفاصيل التى وضعتها مؤسسة الرئاسة بين أيديكم، كفاءة رائعة.. فماذا يجرى الآن؟!